لم تكتفِ القدّيسة تريز الطفل يسوع بالتعبير لنفسها عن عمق سرّ القربان المقدّس، إنّما كشفَت مخطّط الشيطان للنفس المسيحيّة أمام سرّ المناولة المقدّسة. ففي رسالتها إلى ابنة خالها ماري غيران يوم 30 أيّار 1889، والتي كانت قد أخبرت تريز عن عدم اقترابها من المناولة في عيدَين مهمّين، لشعورها بعدم الاستحقاق وخوفاً من ارتكاب الخطيئة، تقول لها تريز جيّداً:
“واسفاه! ماذا سيحلّ بهذا القلب المسكين؟ فعندما ينجح الشيطان في إبعاد نفسٍ عن تناول القربان المقدّس، يكون قد ربح كلّ شيء… ويبكي يسوع! فكّري إذاً، يا عزيزتي، في أنّ يسوع هناك، في بيت القربان، خصّيصاً لأجلك، ولأجلك وحدك، وهو يتشوّق إلى دخول قلبك… إذهبي، لا تُصغي إلى الشيطان؛ إسخري منه واذهبي من دون خوفٍ إلى استقبال يسوع السلام والحبّ!… إنّ التناول كان الوسيلة الوحيدة للتخلّص من الشيطان، إذ عندما يرى أنّه يضيّع وقته فهو يتركك وشأنك! لا، لا يستطيع قلبٌ لا يرتاح إلّا لمرأى بيت القربان، أن يهين يسوع لدرجة أنّه يعجز عن استقباله. إنّ ما يهين يسوع، وما يجرح قلبه إنّما هو فقدان الثقة!” (رسالة 92)
إنّ القدّيسة تريز الطفل يسوع مدرسة في الحبّ. منها نتعلّم كيف نحبّ الله أكثر، في سرّ ضعفنا البشريّ، وكيف نتّحد به في سرّ القربان المقدّس لنعيش السّماء منذ الآن، ويتحقّق ملكوت الله في داخلنا كما قال لنا الربّ يسوع (لوقا 17: 21).
تسجّل على قناتنا على يوتيوب
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لقراءة مقالة “تريز الطفل يسوع: عندما ينجح الشيطان في إبعاد نفسٍ عن تناول القربان المقدّس، يكون قد ربح كلّ شيء…” ندعوك لمشاركة هذا المقال مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وأن يعطيك تناول القربان المقدّس.