إنّ القدّيس فرنسيس الأسيزي والقدّيس اغناطيوس دو لويولا قد حصلا كليهما من اللّه، خلال حياتهما، على “موهبة الدموع في الصلاة”، فكانت تنهمر من عينَيهما الدموع بشدّة، حُبًّا بالمسيح، وقت الصلاة.
إلا أنّ كليهما قد قال لهما الأطباء أنّه في حين استمرّا بالبكاء فسيفقدا البصر.
أجاب فرنسيس: “ما نفع البصر أمام نور المسيح!”… وبالفعل، فقدَ مار فرنسيس بصره في نهاية حياته.
أمّا اغناطيوس فأجاب: “إن فقدت البصر فلن يمكنني إكمال رسالتي”. وبالفعل طلب من اللّه أن يخفّف عنه هذه النعمة الخاصّة.
فرنسيس واغناطيوس، كليهما من كبار قدّيسي الكنيسة.
فرنسيس واغناطيوس، كليهما أسّسا رهبانيّتين تُعتبران من أكبر وأعظم الرهبانيّات التي جذبت العديد من الدعوات المقدّسة على مرّ العصور.
فرنسيس واغناطيوس، كليهما أسّسا خطّاً ومدرسةً روحيّة بهدي من الروح القدس ساعد العديد من القدّيسين خلفهما على سماع روح اللّه.
إنّ مسيرة كلّ نفس فريدة في نظر اللّه. قد نتساءل أحياناً أمام خيارَين صالحَين أيّهما الأفضل؟ كيف عليّ السير لاكتساب فضيلة ما؟ هل عليّ أن أقوم بما قام به هذا القدّيس أو ذاك؟
الأهمّ أن ندرك أنّه لا يجب علينا تقليد أيّ قدّيس، فمسيرة قداسته خاصّة به. يمكننا أن نتعلّم منه أموراً قد تساعدنا، قد تفيدنا، ولكن لكلّ منّا قيمته الخاصّة في قلب اللّه الذي يريد قداسته الفريدة.
ماذا نفعل؟
إنّ الروح القدس حاضرٌ دائماً ليقودنا ويعلّمنا إن سألناه وسِرنا بحسب إرشاداته، وهو يكشف لكلّ نفس الطريق نحو قداستها واتّحادها باللّه خالقها.
كما وأنّ الإرشاد الروحي هو من ركائز الحياة الروحيّة الصحيحة، بحيث تسير النفس بثقة وتواضع مع من يقودها لسماع أوضح لصوت اللّه.
وتبقى “المحبّة” المعيار الأوّل والأخير لكلّ اختياراتنا، بحيث نختار كلّ ما يقودنا لننمو أكثر في محبّة اللّه ومحبّة القريب.