بعد أن دخلت داعش إلى العراق، أدّت الى نزوح وهجرة ١٤٠ ألف مسيحي، قامت بتدمير الكنائس واستخدمت الأواني والكؤوس المقدّسة كأهداف للتدرّب على الرماية. هذه الكأس التي تحمل دم المسيح الثمين المقدّس خلال الذبيحة الإلهية هي من قرقوش العراق وهي رمزٌ لما عاناه المسيحيّون من قتلٍ وترهيبٍ.
هذه صورة تلخّص ما حصل بمسيحيّي العراق وسوريّا إذ تمّ استخدامهم أهدافاً للرماية بغية تحقيق مشروعٍ يتخطّى أعدادهم الضيئلة وقلوبهم المؤمنة. تمّ طعنهم فنظر إليهم العالم بأسره وتحققت بهم الآية التي تحقّقت بالربّ يسوع: «سَيَنظُرونَ إِلى مَن طَعَنوا» (يوحنّا ١٩: ٣٧).
كما قُتِلَ المسيح جرّاء محاكمة غير عادلة، قتلوا وذبحوا ونُكّل بهم بغير عدلٍ. وكما بعد موت المسيح لم تُنصفه محاكم هذا العالم لم تنصفهم محاكم العالم الحديث المتحضّر. ولأنّ حكّام العالم تآمروا على المسيح أنصفه الله حاكم العالم المطلق جاعلاً منه القيامة، وهكذا أيضاً مع هؤلاء فتح لهم الله مجد القيامة.
هذه الصورة مؤلمة للمسيحيّين الممارسين لإيمانهم وموقظة للمسيحيّين غير الممارسين لإيمانهم. فاليوم عندما تُقرع أجراس الكنائس أيّام الآحاد اركض إلى الكنيسة، قبّل جدرانها وتناول قربانها المقدّس. فحتّى داعش في حقدها غير المبرّر عرفت أنّ للمسيحيّة مقدّسات وسَعَت لتشويهها، بينما أنت تقبع أيّام الأحاد في منزلك مُقْنِعاً ذاتك أنّه في ثقافة الweekend لا مكان للمسيح الذي مات على الصليب.