تابعونا على صفحاتنا

مقالات

صرخة من القلب في عيد العمّال

يوم عيدِ العُمّال، كَم مِنَ الأعمالِ توقّفت؟ ومن المؤسّساتِ أُقفِلَت؟؟ كم وكم وكم مِن رجالٍ ونساءٍ أربابَ عائلاتٍ وجدوا أنفُسهِم أَمامَ أنفُسِهم لا جدوى من وجودِهِم، وأمامَ ذَويهِم ما دونَ المُستوى …

هؤلاء لَديهِم كُلَّ حِسٍّ في المَسؤوليَّة، إلى حَدٍّ ما يُذَنِّبون أنفسَهِم على غيرِ صواب، لأنّهم قيِّضوا بالمخاوف والهموم والضّيقات، في حين من هُم مُؤتمَنون على صعيدِ الوَطن في حروبِهم على بعضِهم ما زالوا مُنشَغِلون، وهم دائمًا على حلبةِ السّلطة يتَصارَعون… لكونِهم أسرى الشّرورِ والرذائل وكأنَّهُم باتوا مع الشّرّيرِ مُتعاقدون… أسَروا وطنًا بكاملِهِ وأطبقوا على شعبٍ بِكُلِّ أطيافِهِ وذَلِكَ كُلّهُ لا مِن أجلِ طائفة ولا من أجلِ دينٍ ولا من أجلِ منطقة على حِسابِ أُخرى، لا، بل باسمِهِم جميعًا. فهُم على السُّلطَةِ والمالِ والجاه مصمّمون…

هذا ما حذَّرَ الرَّبّ يسوع مِنهُ مِرارًا، فلا يستطيع أحدٌ أن يعبُدَ ربّينِ، ولا أن ينتَمي إلى وَطَنَينِ ولا أن يقسِمَ وطنًا واحدًا وشعبًا واحِدًا إلى شعبينِ وطائفتين… لو كانَ من زعموا أنفسهم مسؤولينَ على الخير العام في لبنان “عُمَّالًا مِن عند الرّبّ”، لما عرف مواطِنٌ واحِد البطالة. لو هُم “عمّالٌ من عندِ الرّبّ” لكانوا تشبّهوا واقتدوا بمن مات عنّا جميعًا، مُعطينا ذاتَهُ طعامًا، وعامِلًا مِن أجلِ أن نكونَ بِأجمعِنا واحِدًا في المحبّة…

بهدفِ غَدٍ أفضل إعمل من أجل الوحدة، إعمل من أجل الوطن الواحد وكرامة الإنسان فيه، ليس انطلاقًا من تحزّبِك بل من وطنيّتِك ولا انطِلاقًا من طائفتِك بل من إنسانيّتكَ. لكي نبلغ جميعًا إلى هذه الغاية علينا جميعًا أن نعرف وجه الله عامل الخلاص في شخص المسيح الحي الرّبّ يسوع المسيح لَه كلّ مجد.