موقع Allah Mahabba الأحد الخامس من الصوم الكبير : أحد شفاء المخلّع
سفر أشعيا 35: 1 – 6. 8. 9b – 10
لِتَفرَحِ البَرِّيَّةُ والقَفْر ولْتَبْتَهِجِ الباديَةُ وتُزهِرْ كالنَّرجِس،
لِتُزهِرْ أَزْهارًا وتَبتَهِجِ ٱبتهاجًا مع هُتاف. قد أُوتِيَت مَجدَ لُبْنان وبَهاءَ الكَرمَلِ والشَّارون فهم يَرَونَ مَجدَ الرَّبِّ وبَهاءَ إِلٰهِنا.
قَوُّوا الأَيدِيَ المُستَرخِيَة وشَدِّدوا الرُّكَبَ الواهِنَة.
قولوا لِفَزِعي القُلوب: «تَقَوَّوا ولا تَخافوا هُوَذا إِلٰهُكم النَّقمَةُ آتِيَة هٰذه مُكافأَةُ الله هو يَأتي فيُخَلِّصُكم».
حينَئِذٍ تَتَفَتَّحُ عُيونُ العُمْيان وآذانُ الصُّمِّ تَتَفَتَّح
وحينَئِذٍ يَقفِزُ الأَعرَجُ كالأَيِّل ويَهتِفُ لِسانُ الأَبكَم فقَدِ ٱنفَجَرَتِ المِياهُ في البَرِّيَّة والأَنْهارُ في البادِيَة.
ويَكونُ هُناكَ مَسلَكٌ وطَريق يُقالُ لَه الطَّريقُ المُقَدَّس لا يَعبُرُ فيه نَجِس بل إِنَّما هو لَهم. مَن سَلَكَ هٰذا الطَّريق حتَّى الجُهَّال لا يَضِلّ.
بل يَسيرُ فيه المُخَلَّصون
والَّذينَ فَداهُمُ الرَّبُّ يَرجِعون ويَأتونَ إِلى صِهْيونَ بِهُتاف ويَكونُ على رُؤُوسِهم فَرَحٌ أَبَدِيّ ويُرافِقُهمُ السُّرورُ والفَرَح وتَنهَزِمُ عَنهمُ الحَسرَةُ والتَّأَوُّه.
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى طيموتاوس 5: 24 – 25. 6: 1 – 5
يا إخوَتِي، مِنَ النَّاسِ مَنْ تَكُونُ خَطَايَاهُم وَاضِحَةً قَبْلَ الحُكمِ فِيهَا، ومِنهُم مَنْ لا تَكُونُ واضِحَةً إِلاَّ بَعْدَهُ.
كذلِكَ فَإِنَّ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ هِيَ أَيضًا وَاضِحَة، والَّتي هيَ غَيرُ واضِحَةٍ فَلا يُمْكِنُ أَنْ تَبْقَى خَفِيَّة.
على جَمِيعِ الَّذِينَ تَحْتَ نِيرِ العُبُودِيَّةِ أَنْ يَحْسَبُوا أَسْيَادَهُم أَهْلاً لِكُلِّ كَرَامَة، لِئَلاَّ يُجَدَّفَ عَلى ٱسْمِ اللهِ وتَعْلِيمِهِ.
أَمَّا الَّذِينَ لَهُم أَسْيَادٌ مُؤْمِنُونَ فلا يَسْتَهِينُوا بِهِم، لأَنَّهُم إِخْوَة، بَلْ بِالأَحْرَى فَلْيَخْدُمُوهُم، لأَنَّ المُسْتَفِيدِينَ مِن خَدْمَتِهِم الطَّيِّبَةِ هُم مُؤْمِنُونَ وأَحِبَّاء، ذلِكَ مَا يَجِبُ أَنْ تُعَلِّمَهُ وتَعِظَ بِهِ.
فَإِنْ كَانَ أَحدٌ يُعَلِّمُ تَعْلِيمًا مُخَالِفًا، ولا يَتَمَسَّكُ بالكَلامِ الصَّحِيح، كَلامِ ربِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، وبِالتَّعْلِيمِ المُوَافِقِ للتَّقْوى،
فهُوَ إِنسَانٌ أَعْمَتْهُ الكِبْرِيَاء، لا يَفْهَمُ شَيْئًا، بَلْ مُصَابٌ بَمَرَضِ المُجادلاتِ والمُمَاحَكَات، الَّتي يَنْشَأُ عَنْهَا الحَسَدُ والخِصَامُ والتَّجْدِيفُ وسُوءُ الظَّنّ،
والمُشَاجَرَاتُ بينَ أُنَاسٍ فَاسِدِي العَقْل، زَائِفِينَ عَنِ الحَقّ، يَظُنُّونَ أَنَّ التَّقْوى وَسيلَةٌ لِلرِّبْح.
إنجيل القدّيس مرقس 1: 2 – 12
عَادَ يَسُوعُ إِلى كَفَرْنَاحُوم. وسَمِعَ النَّاسُ أَنَّهُ في البَيْت.
فتَجَمَّعَ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنْهُم حَتَّى غَصَّ بِهِمِ المَكَان، ولَمْ يَبْقَ مَوْضِعٌ لأَحَدٍ ولا عِنْدَ البَاب. وكانَ يُخَاطِبُهُم بِكَلِمَةِ الله.
فأَتَوْهُ بِمُخَلَّعٍ يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةُ رِجَال.
وبِسَبَبِ الجَمْعِ لَمْ يَسْتَطِيعُوا الوُصُولَ بِهِ إِلى يَسُوع، فكَشَفُوا السَّقْفَ فَوْقَ يَسُوع، ونَبَشُوه، ودَلَّوا الفِرَاشَ الَّذي كانَ المُخَلَّعُ مَطْرُوحًا عَلَيْه.
ورَأَى يَسُوعُ إِيْمَانَهُم، فقَالَ لِلْمُخَلَّع: «يَا ٱبْني، مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك!».
وكانَ بَعْضُ الكَتَبَةِ جَالِسِينَ هُنَاكَ يُفَكِّرُونَ في قُلُوبِهِم:
لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هذَا الرَّجُلُ هكَذَا؟ إِنَّهُ يُجَدِّف! مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟.
وفي الحَالِ عَرَفَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُم يُفَكِّرُونَ هكَذَا في أَنْفُسِهِم فَقَالَ لَهُم: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهذَا في قُلُوبِكُم؟
ما هُوَ الأَسْهَل؟ أَنْ يُقَالَ لِلْمُخَلَّع: مَغْفُورَةٌ لَكَ خطَايَاك؟ أَمْ أَنْ يُقَال: قُمْ وَٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وَٱمْشِ؟
ولِكَي تَعْلَمُوا أَنَّ لٱبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا عَلَى الأَرْض»، قالَ لِلْمُخَلَّع:
لَكَ أَقُول: قُم، إِحْمِلْ فِرَاشَكَ، وٱذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ!.
فقَامَ في الحَالِ وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وخَرَجَ أَمامَ الجَمِيع، حَتَّى دَهِشُوا كُلُّهُم ومَجَّدُوا اللهَ قَائِلين: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هذَا البَتَّة!»..
التأمل
”قُم إِحمِل سَريرَكَ وَاذهَب إِلى بَيتِكَ“
في كُلِّ مَرَةٍ نَعودُ إِلى الإِنجيلِ المـُقَدَّس، نَكتَشِفُ في قَلبِ كَلِماتِ الرَّبّ يَسوع قُوَّةَ رَجاءٍ تَنزَعُ عَنَّا كُلَّ يَأسٍ وَإِحباطٍ في وَقتٍ يُحيطُ فينا كُلُّ أَشكالِ البُؤسِ وَالحُزنِ وَالقُنوط، حَقّاً لَقَد أَتى الرَّبُّ لِيَغرِسَ فينا قُوَّةَ الحَياةِ عَن طَريقِ الإِيمانِ بِهِ، فَنَنتَصِرَ على المـَوتِ بِكُلِّ أَشكالِهِ وَبِثَقافَتِهِ الَّتي تَنزَعُ الأَمَلَ مِنَ القُلوبَ لِتَبقى مَرمِيَّةً في وَحشَةِ وَحدَتِها وَعِزلَتِها القاتِمَة. عِندَما كُنَّا في سِنِيِّ الطُّفولَةِ قُدِّمَ لَنا يَسوع في دروسِ التَّعليمِ المـَسيحيّ بِصورَةِ الرَّجُلِ الخارِقِ الَّذي يُحدِثُ المـُعجِزات وَالعَجائِب، فَلَم تَسنَح لَنا الفُرصَةُ لاكتِشافِ وَمَعرِفَة ما فيهِ مِن عاطِفَةِ حُبٍّ وَحَنانٍ وَرَحمَة. لَم تَكُن لَحظَةً واحِدَةً مَفصولَةً مُعجِزاتِهِ عَن مَحَبَّتِهِ للإِنسانِ وَشُعورِهِ بِأَلَمِ النَّاسِ لَقَد خاطَبَت إِيمانَ الَّذينَ التَمَسوهُ بِكُلِّ قُلوبِهِم راجينَ مِنهُ الشِّفاءَ وَالخَلاص. لَم يَأتِ الرَّبّ لِيُظهِرَ قُدرَتَهُ كَإِلَهٍ، بَل جاءَ لِيَكونَ الجَوابَ النِّهائي وَالشَّافي لِحَياةِ الإِنسانِ وَلِوجودِهِ، وَالأَهَمُّ مِن كُلِّ هذا، هوَ أَنَّهُ في ذاتِهِ غايَتُهُ القُصوى. لَم يَأتِ ليَدَع المـُخَلّع مُقعَداً بَل جاءَ لِيُقَوِّمَهُ بِالقِيامَة.
يَا بُنَيَّ، رُبَّما مِن أَكثَرِ الصِّفاتِ الَّتي تَستَطيعُ أَن تُفَسِّرَ واقِعَ الإِنسانِ في حالَةِ الخَطيئَة، هوَ وَجهَ المـُخَلَّع، الَّذي يُشبِهُ انشِقاقَ القَلبِ وَزَعزَعَتِهِ وَقُسمَتِهِ، بِحَيث لا يَعُد يَستَطيعُ التَّواصُلَ مَعَ ذاتِهِ قَبلَ أَيّ تَواصُلٍ خارِجيٍّ آخَر. حالَةُ المـُخَلَّع تُشبِهُ لَوح زُجاجٍ تَحَطَّمَ فَتَناثَرَ قِطَعاً قِطَع، فَمَن يَستَطيعُ تَجميعِها وَإِعادَتِها إِلى الوَحدَةِ التَّي كَوَّنَت اللَّوح؟! المـُستَحيلُ عِندَ البَشَر، مُمكِنٌ وَمُحَقَّقٌ عِندي، لِذَلِكَ جِئتُ لِأَجمَع لا لِأُفَرِّقَ، وَأَوَّلُ جَمعٍ حَقَّقتُهُ هو في إِعادَةِ تَرميمِكَ مِن جَرَّاءِ ما صَنَعَتهُ الخَطيئَةُ فيكَ، بَعدَما فَضَّلتَها عَلَيّ وَاختَرتَ لَكَ آبارَها المـُشَقَّقَة. عِندَما تَخسَرُ كُلَّ أَسلِحَتِكَ وَتُصبِحُ على الحَضيضِ وَلَم يَعُد عِندَكَ سِوى صَوتًا ضَعيفًا وَخافِتًا تَطلُبُ مِن خِلالِهِ النَّجدَةَ عِندَئِذٍ آمِن بي، وَما صَنَعتُهُ مَعَ المـُخَلَّع، إِن مِن أَجلِ إِيمانِهِ أَو مِن أَجلِ إِيمانِ أَحِبَّائِهِ سَأَصنَعُهُ مَعَكَ لِأُظهِرَ لَكَ كَم أُحِبُّكَ. إِعلَم أَمراً بِغايَةِ الأَهَمّيَّة أَنَ القُوَّةَ تَكمُنُ بِالوَحدَةِ، فَمتى تَوَحَّدَت قِواكَ، عِندَئِذٍ يُصبِح بِإِمكانِكَ أَن تَعلَمَ عِلمَ اليَقينِ سَتَعرِفُ مَشيئَتي عَلَيكَ، وَسَتَفرَحُ بِها تَمامَ الفَرَحِ، فَفيها تُدرِكُ مَعنى أَن تَحمِلَ سَريرَكَ وَتَمضي إِلى بَيتِكَ، بِرِفقَتي حُضوري الدَّائِم.
يُبَيِّنُ لَنا الرًّبَّ يَسوع أَنَّنا لَن نُخلَق لِنَعيشَ لِأَنفُسِنا، بَل لِبَعضِنا البَعض فَاكتِمالُنا لا يَتَحَقَّقُ على مُستَوى المـَصلَحَة الشَّخصِيَّة، إِنَّما العامَّة. عِندَما نَتَوَقَّفُ أَمامَ ما فَعَلَهُ الرِّجال الأَربَعَة مِن أَجلِ ذاكَ المــُخَلَّعِ المـُقعَد، رُغمَ الصُّعوباتِ الَّتي أَحاطَتهُم، نَفهَمُ الصِّلَةَ الإِيمانِيَّة الَّتي تَجمَعُنا بِالرَّبّ أَوَّلاً وَبِبَعضِنا البَعض، كَيفَ أَنَّها بِدَورِها تَصنَع فارِقاً كَبيراً لِصالِحِ الخَيرِ وَلِمَجدِ الله. قَول المـَسيحِ لِلمُخَلَّع لَم يَكُن لَهُ فَقَط، بَل كانَ تَعزِيَةً لِلرِّجالِ الأَربَعَة الَّذينَ أَتَوا بِهِ، فالسَّريرَ الَّذي حَمَلوهُ إِياباً عادَ وَحَمَلَهُ صاحِبَهُ المـُشفى ذَهاباً، كَعُربونِ جَميلٍ لِفَضلِهِم عَلَيه. طَلَبُ يَسوع مِنَ المـُخَلَّع، كانَ على عَكسِ ما اعتادَ كَمَريضٍ، لَكِنَّهُ كانَ مَدخَلاً لِتَحقيقِ الشِّفاء، هَل أَنتَ مُستَعِدٌّ لِلسَّيرِ عَكس تَيَّار العالَم؟
رَبّي يَسوع، لَم تُرِدني يَومًا مُخَلَّعًا بَل مُوَحَّداً بِذاتي وَأَنا في عَلاقَةٍ مَعَ كَنيسَتِكَ وَمُؤمِنيكَ وَمُنفَتِحٌ على نِعمَةِ خَلاصِكَ. كَما قُلتَ لِلمـُقعَدِ قُم، تُسمِعني القَولَ نَفسَهُ، وما كانَ لي ضَمانَةً جَعَلتَهُ بِالنِّسبَةِ لي وَلَكَ فَقَط وَسيلَةً أَستَلقي عَلَيها لِوَقتٍ قَصير، فيما أَنتَ حاجَتي وَغايَتي النِّهائِيَّة وَالكامِلَة. أَشكُرُكَ رَبِّي على كُلّ ما صَنَعتَهُ لي، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!