موقع Allah Mahabba السبت من أسبوع الأبرار والصدّيقين
الرسالة إلى العبرانيّين 13: 17 – 25
يا إخوَتِي، ثِقُوا بِمُدَبِّرِيكُم، وٱخْضَعُوا لَهُم، فإِنَّهُم يَسْهَرُونَ على نُفُوسِكُم سَهَرَ مَنْ سَيُؤَدِّي حِسَابًا، حَتَّى يَصْنَعُوا ذلِكَ فَرِحِينَ لا مُتَذَمِّرِين، فَالتَّذَمُّرُ خِسَارَةٌ لَكُم!
صَلُّوا مِن أَجْلِنَا، فَإِنَّنَا واثِقُونَ أَنَّ ضَمِيرَنَا صَالِح، ونَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَسْلُكَ مَسْلَكًا حَسَنًا في كُلِّ شَيء.
وأَطلُبُ إِلَيكُم بإِلْحَاحٍ أَنْ تَفْعَلُوا ذلِكَ، حَتَّى يَرُدَّنِي ٱللهُ إِلَيْكُم سَرِيعًا!
وإِلهُ السَّلام، الَّذي أَصْعَدَ مِنْ بَينِ الأَمْوَاتِ رَبَّنَا يَسُوع، رَاعِيَ الخِرَافِ العَظِيمَ بِدَمِ عَهْدٍ أَبَدِيّ،
هُوَ يَجْعَلُكُم كَامِلِينَ في كُلِّ صَلاح، لِتَعْمَلُوا بِمَشيئَتِهِ، وهُوَ يَعْمَلُ فينَا مَا هُوَ مَرْضِيٌّ في عَيْنَيه، بِيَسُوعَ المَسِيح، لهُ المَجْدُ إِلى أَبَدِ الآبِدِين. آمين.
وأُنَاشِدُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنْ تحْتَمِلُوا كَلامَ التَّشْجِيع، فَإِنِّي كَتَبْتُ إِلَيْكُم بإِيْجاز!
إِعْلَمُوا أَنَّ أَخَانَا طِيمُوتَاوُسَ قد أُخْلِيَ سَبِيلُهُ. فَإِنْ أَسْرَعَ في مَجِيئِهِ، سَأَذْهَبُ مَعَهُ وأَرَاكُم.
سَلِّمُوا عَلى جَمِيعِ مُدَبِّرِيكُم وجَمِيعِ القِدِّيسِين. يُسَلِّمُ عَلَيكُم الإِخْوَةُ الَّذِينَ في إِيطالِيا.
أَلنِّعْمَةُ مَعَكُم أَجْمَعِين!
إنجيل القدّيس متّى 5: 38 – 48
قالَ الربُّ يَسوع: «سَمِعْتُم أَنَّهُ قِيْل: أَلْعَيْنُ بِالعَين، والسِّنُّ بِالسِّنّ.
أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: لا تُقَاوِمُوا الشِّرِّير، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلى خَدِّكَ الأَيْمَن، فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيضًا.
ومَنْ أَرَادَ أَنْ يُحَاكِمَكَ لِيَأْخُذَ قَمِيصَكَ، فَٱتْرُكْ لَهُ رِدَاءَكَ أَيْضًا.
ومَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً واحِدًا، فَٱذْهَبْ مَعَهُ مِيلَين.
مَنْ يَسْأَلُكَ فَأَعْطِهِ، ومَنْ يُريدُ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلا تُحَوِّلْ وَجْهَكَ عَنْهُ.
سَمِعْتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَكَ وأَبْغِضْ عَدُوَّكَ.
أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم،
لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات، لأَنَّه يُشْرِقُ بِشَمْسِهِ عَلى الأَشْرَارِ والأَخْيَار، ويَسْكُبُ غَيْثَهُ عَلى الأَبْرَارِ والفُجَّار.
فَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذينَ يُحِبُّونَكُم، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُم؟ أَلَيْسَ العَشَّارُونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟
وإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلى إِخْوَتِكُم وَحْدَهُم، فَأَيَّ فَضْلٍ عَمِلْتُم؟ أَلَيْسَ الوَثَنِيُّونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟
فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِين، كمَا أَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِل.
التأمّل
”لا تُقاوِموا الشّرّير“
كُلُّ الشُعوب تَلجَأُ لِلمـُقاوَمَة بِهَدَفِ استِقلالِها وَتَحريرِها، وَمِن أَجلِ تَحقيقِ قيَمِها وَمَبادِئِها، إِلى حَدٍّ تُصبِحُ المـُقاوَمَة العَصَب الرَّئيسيّ لِلحَياة، فَمِن دونِها يَخسَرُ الإِنسانُ الرَّغبَةَ في الوجود. كَيفَ إِذًا يَطلُبُ الرَّبُّ يَسوع مِنَّا عَدَم مُقاوَمَةَ الشّرّير، في حين كُلّ مُقاوَمَة بِجَوهَرِها تَنطَلِقُ مِن دِفاعِها عَن حُقوقِها الذَّاتِيَّة وَرُؤيَتِها وَإِيمانِها بِوَجهِ كُلّ ما يُعاكِسُ خَيرَها؟ كَيفَ بِاستِطاعَتِنا أَن نَفهَمَ قَولَ الرَّبّ: “لا تُقاوِموا الشّرّير”، في حين هُوَ بِشَخصِهِ ثَورَةٌ حَقيقيَّةٌ نابِضَةٌ، يُمَثِّلُ نَموذَج المـُقاوِم الحَقيقيّ؟ مِن دونِ الرُّجوعِ إِلى مَسارِ رِسالَة يَسوع لا نَستَطيعُ أَن نَفهَم ما عَناهُ الرَّبَّ يَسوع في تَعليمِهِ الإِنجيليّ المـُقَدَّس لَنا. في المـُباشَرَ، يَدعونا لِئَلَّا نُقاوِمَ الشّرّيرِ كَكائِنٍ خَبيثٍ، رُبَّما لِئَلَّا نَكونَ في رَدَّةِ فِعلٍ، أَو مُعتَمِدينَ عَلى قُدُراتِنا وَحِكمَتِنا الشَّخصِيَّة بِمَعزِلٍ عَن إِنصاتِنا لِعَمَلِ الرُّوحِ القُدُسِ فينا. إذا كانَ فَهمُنا لِلمُقاوَمَة هوَ مُواجَهَة، فَنحنُ هُنا مَدعُوُّونَ لِتَطبيقِ مَبدَأ الشَّريعَةِ في مَوضوعِ العَدلِ: “العَين بِالعَين، وَالسّنّ بِالسّنّ“.
يَا بُنَيَّ، لا أُريدُكَ أَن تُبادِلَ الآخَرينَ شَرًّا بِشَرٍّ، وَسوءًا بِسوء، فَالمـَطلوبُ مِنكَ أَلَّا تُعيرَ الشرّيرَ اهتِمامًا رُغمَ وجودِه، بَل عَلَيكَ أَن تَتَطَلَّعَ في وَجهي وَتَتَعَلَّم كَيفَ عَلَيكَ أَن تَكونَ وَتَبقى دائِمًا في النُّورِ، فَتَستَمِدَّ القُوَّةَ مِنّي عَن طَريقِ المـَحَبَّة الَّتي لا تَسقُطُ أَبَدًا. لِلمُقاوَمَةِ أَشكالٌ مُتَنَوِّعَة وَمُتَعَدِّدَة، مِنها ذاتُ طابِعٍ مُباشَر، وَآخَر غَيرَ مُباشَرٍ، منهُ يَستَدعي استِعدادًا وَجُهوزِيَّة، وَمِنهُ يَكفيكَ الثَّباتَ في المـَوقِف. تَتَحَقَّقُ مُقاوَمَةُ الشرّير، في عَدَمِ التَّجاوُبِ وَالتَّفاعُلِ مَعَهُ، لِأَنَّ هذا مُبتَغاهُ فَبالمـَكيدَةِ وَالحيلَةِ يُريدُ أَن يَأخُذُكَ إِلى جانِبِهِ، حَيثُ يَملَأ مَشاعِرَكَ اضطِراباً وَقَلَقاً وَخَوفاً، وَأَفكارَكَ تُصبِح سَوداوِيَّةً وَقاتِمَةً، تَقودُكُ إِلى العُنفِ وَإِلى الغَضَبِ وَإِلى أَعمالِ الشَّرّ. لا تُقاوِم الشرّير لِأَنَّني بِروحي القُدُّوسِ السَّاكِنِ فيكَ أُقاوِمُهُ بِمَحَبَّتي الَّتي بِها غَلَبتُ كُلَّ أَنواعِ الإِضطِهادِ حَتَّى قَهَرتُ ذُلَّ وَعارَ مَوتِ الصَّليب. لا تُقاوِمُ الشرّير، وفقًا لِفِكرِ العالَم، وَلا تَظُنَّنَ أَبَدًا أَنَّ الحَقَّ يُستَعادُ عَن طَريقِ رَفعِ الصَّوتِ عالِيًا، بَل بَعَمَلِ الخَيرِ وَبِالمـُثابَرَةِ عَلى صُنعِهِ وَلَو تَعَرَّضَت لِكَثيرٍ مِنَ النَّكَساتِ وَخَيباتِ الأَمَل، فَالمـَطلوبُ هوَ الثَّبات وَلَو لَم تَصِل إِلى نَتيجَةٍ تَأَملُها.
إِنَّ لِكَلِمَةِ يَسوعَ تِكمِلَةٌ وَتَتِمَّةٌ، صَحيحٌ أَنَّ الرَّبَّ يَطلُبُ مِنَّا أَلَّا نُقاوِمَ الشرّير، بِمَعنى أَن لا نَكونَ بِمَوقِعِ الفاعِلِ ولا المـَفعولِ بِهِ وَفيهِ، وَلَكِنَّهُ يَطلُبُ مِنَّا أَن نُحِبّ، وَهُنا نَفهَمُ مَشيئَتَهُ عَلَينا تَكمُنُ في عَيشِنا المـَحَبَّة الَّتي تُؤَدِّي إِلى صُنعِ الخَيرِ وَنَتيجَتُها الحَتمِيَّة طَردُ الشّرّير وَأَفكارِهِ وَكُلَّ مَشاعِرِهِ. هوَ يُريدُ أَن تَكونَ إِرادَتُنا دائِمًا فاعِلَة في الخَير. مَن يُحِبّ يُقاوِمُ انطِلاقًا مِن رَغبَةِ قَلبِهِ وَلَيسَ لِأَسبابٍ خارِجِيَّةٍ تُرغِمُهُ على صُنعِ الخَيرِ بِشَكلٍ شَرطيّ. أَسقَطَ يَسوعُ مَنطِقِ المـُساوَاةِ في رَدِّ الشَّرّ، على قاعِدَةِ العَين بِالعَين وَالسّنّ بِالسَّن، بِقَولِهِ لا تُقاوِمُوا الشرّير، لِأَنَّهُ المـَحَبَّة وَلِأَنَّهُ أَرادَ تَكوينَ الحَياةِ الإِجتِماعِيَّة على قاعِدَة مُبادَرَة الغُفران وَالمـُصالَح. هَل أَنتَ مِمَّن يَنتَقِمونَ أَم مِمَّن يَصفَحونَ حُبًّا بِالله؟
رَبّي يَسوع، أَنتَ تَعرِفُ نارَ بُركانَ قَلبي المـُتَأَجِّجَة وَالّتي تَدفَعُني لِأَصُدَّ وَأُهاجِمَ وَأُقاوِمَ وَأُعَنِّفَ كُلّ مَن جَرَحَني وَمَسَّ كَرامَتي وَحُرّيَّتي. أَنتَ تَعرِفُ جَيِّدًا أَنَّني أُريدُ السَّلامَ وَأَرغَبُ بِفَرَحِكَ، وَلِهَذا تَحتَرِمُ حُرِّيَّتي وَتَدعوني لِأَختارَ ما بَينَ العَيشِ بِالعُنفِ أَو العَيشِ بِالسَّلام، لِذَلِكَ قَدَّمتَ لي ذاتَكَ نَموذَجَ حَياةٍ وَخَلاصٍ، فَهَبني الإِقتِداءَ بِكَ دائِمًا، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!