موقع Allah Mahabba عيد سمعان الشيخ وحنّة النبيّة
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 1: 8 – 14
يا إخوَتِي، لا نُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا، أَنَّ مَا أَصَابَنَا مِنَ الضِّيقِ في آسِيَا، قَدْ أَرْهَقَنَا إِرْهَاقًا فَوقَ طَاقَتِنَا، إِلى أَنْ يَئِسْنَا حَتَّى مِنَ الحَيَاة؛
ولكِنَّنَا حَمَلْنَا في أَنْفُسِنَا قَضَاءَ المَوت، لِئَلاَّ نَتَّكِلَ عَلى أَنْفُسِنَا، بَلْ عَلى ٱللهِ الَّذي يُقيمُ الأَمْوَات،
وهُوَ الَّذي نَجَّانَا مِنْ مِثْلِ هذَا المَوتِ وَسَيُنَجِّينَا. نَعَم، إِنَّ مَنْ جَعَلْنَا فيهِ رَجَاءَنَا، سَيُنَجِّينَا أَيْضًا.
وأَنْتُم أَيْضًا تُسَاعِدُونَنَا بِدُعَائِكُم لَنَا، حَتَّى إِنَّ مَا وُهِبَ لَنَا بِصَلَواتِ الكَثِيرِينَ يَجْعَلُ الكَثِيرِينَ يَشْكُرُونَ ٱللهَ مِنْ أَجْلِنَا.
فَإِنَّ فَخْرَنَا هوَ شَهَادَةُ ضَمِيرِنَا بِأَنَّنَا تَصَرَّفْنَا في العَالَم، وخُصُوصًا عِنْدَكُم، بِبَسَاطَةِ ٱللهِ وَصِدْقِهِ، لا بِحِكْمَةٍ بَشَرِيَّةٍ بَلْ بِنِعْمَةٍ مِنَ ٱلله.
فَنَحْنُ لا نَكْتُبُ إِلَيْكُم بِشَيءٍ آخَرَ سِوَى مَا تَقْرَأُونَ وتَفْهَمُون، وآمَلُ أَنْ تَفْهَمُوا فَهْمًا كَامِلاً
مَا لَمْ تَفْهَمُوهُ إِلاَّ قَلِيلاً، وهوَ أَنَّنَا فَخْرُكُم كَمَا أَنَّكُم فَخْرُنَا، في يَوْمِ الرَّبِّ يَسُوع.
إنجيل القدّيس لوقا 2: 36 – 41
كَانَتْ هُنَاكَ (في أُرشليم) نَبِيَّةٌ طَاعِنَةٌ جِدًّا في أَيَّامِهَا، هِيَ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيل، مِنْ سِبْطِ أَشِير، عَاشَتْ مَعَ زَوْجِهَا سَبْعَ سَنَوَاتٍ مُنْذُ بَكَارَتِهَا،
ثُمَّ بَقِيَتْ أَرْمَلةً حتَّى الرَّابِعَةِ والثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهَا، لا تُفَارِقُ الهَيْكَلَ مُتَعَبِّدَةً بِالصَّوْمِ والصَّلاةِ لَيْلَ نَهَار.
فَحَضَرَتْ في تِلْكَ السَّاعَة، وأَخَذَتْ تُسَبِّحُ الرَّبّ، وتُحَدِّثُ عنِ الطِّفْلِ جَمِيعَ المُنْتَظِرينَ فِدَاءَ أُورَشَلِيم.
ولَمَّا أَتَمَّ يُوسُفُ ومَريَمُ كُلَّ ما تَقتَضِيهِ شَرِيعَةُ الرَّبّ، عَادَا بِيَسُوعَ إِلى الجَلِيل، إِلى النَّاصِرَةِ مَدِينَتِهِم.
وكانَ الطِّفْلُ يَكْبُرُ ويَتَقَوَّى ويَمْتَلِئُ حِكْمَة. وكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْه.
وكانَ أَبَوَا يَسُوعَ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ في عِيدِ الفِصْحِ إِلى أُورَشَليم.
التأمّل
”وتُحَدِّثُ عنِ الطِّفلِ جَمِيعَ المُنتَظِرينَ فِدَاءَ أُورَشَلِيم“
نَجِدُ في طِباعِ البَشَرِ مَن يُفَضِّلُ الصَّمتَ وَالتَّكَتُّمَ عَن الكَلامِ، وَمَن يُفَضِّلُ كَثرَةَ الكَلامِ أَكثَرَ مِنَ الصَّمتِ، وَنَجِدُ أَنفُسَنا نُطالِبُ الصَّامِتَ أَن يَعدِلَ عَن صَمتِهِ وَالمـُتَكَلِّمَ أَن يُخَفِّفَ مِن كَثرَةِ الكَلام، إِنَّنا في الحَقيقَةِ نُطالِبُ بِالإِعتِدالِ، وَهذا ما لا نَراهُ مُتَوَفِّرًا بِشَكلٍ كثير. مَسيرَةُ النُّضوجِ تَدفَعُنا لِنَنحازَ إِلى الإِعتِدالِ على قاعِدَةِ اختِيارِ الكَلامِ الَّذي يُوافِقُ البُنيانَ وَالخَيرَ العامّ، وَالصَّمتَ الَّذي لا يُؤرِقُ الآخَرين، كَعَلامَةِ رَفضٍ وَعَدَمِ ثِقَةٍ بِهِم، بَل عَلامَةَ احتِرامٍ وَتَقديرٍ لِكُلِّ شَخص. مَعَ حَنَّةِ النَّبِيَّة، إِمرَأَةُ الصَّلاةِ وَالصَّمت، نَتَعَلَّمُ كَيفَ نَمضي في مَسيرَتِنا إِلى النُّضجِ الَّذي يُساعِدُنا أَن نَكونَ مُتَمَوضِعينَ حَيثُ يَجب أَن نَكون. نُلاحظُ مَسيرَةَ النَّبِيَّةِ حَنَّة في الصَّومِ وَالصَّلاة، كانَت مَبنِيَّةً عَلى عَلاقَتِها الشَّخصِيَّةِ وَالحَميمَةِ بِالله، وَعلى التِماسِها الدَّائِمِ لِمَشيئَتِهِ القُدُّوسَة، فَصارَت مُنقادَةً لِروحِهِ القُدُّوس، وَعِندَ إِعلانِها البُشرى الخاصَّة بِالطُّفلِ يَسوع، لَم تُلقِها إِلَّا لِجَميعِ المـُنتَظِرينَ فِداءَ أُورَشَليم، لِتُعطيهِم التَّعزِيَة.
يَا بُنَيَّ، يَجدُرُ بِكَ أَن تَنهَجَ عَيشَ إِنجيلي في مَسارِ حَياتِكَ، مُصغِياً لِلرُّوحِ القُدُس، الَّذي يَقودُكَ لِكَي تُنَظِّمَ حَياتَكَ الإِجتِماعِيَّةِ وَالشَّخصِيَّة لِتُصبِحَ طِبقًا لِحُضوري الحَيّ فيكَ، فَتَنعَمَ بِالسَّلام. تَأَمَّل في حَياةِ سِمعانَ الشَّيخِ وَحَنَّةُ النَّبِيَّة، كَيفَ طابَقا حَياتَهُما وَفقًا لِبُشرى الخَلاصِ، قَبلَ أَن أُولَدَ مِن أُمِّي العَذراءِ مَريَم، وَذَلِكَ مِن خِلالِ التِماسِهِما المـُتَواصِل مِن صَميمِ قَلبِهِما مَشيئَةَ اللهِ، وَإِيمانِهِما بِمَحَبَّتِهِ وَرَحمَتِهِ، فاستَعَدَّا بِالصَّومِ وَالصَّلاة، لِيَتَمَكَّنا مِن قِراءَةِ عَلاماتِ الأَزمِنَة. مِن هُنا لا أَدعوكَ لِتَكونَ شَخصًا مُتَدَيِّنًا، تُمارِسُ الأَصوامَ وَالصَّلوات الكَثيرَة على المـُستَوى الخارِجيّ، فلا يُثمِرانِ فيكَ خَيرًا، لِأَنَّكَ لَم تَتَّخِذ أَساسًا مَوقِفَ الإِستِعدادِ لِإِطاعَةِ الرُّوحِ القُدُس. ضَع كُلَّ حَجَرٍ في مَكانِهِ وَفقًا لِلغايَةِ الَّتي مِن أَجلِها صُنِعَ. لَقَد وَظَّفَت حَنَّةُ النَّبِيَّةُ صَلاتَها مَحَبَّةً وَثِقَةً بِاللهِ العَليّ، مَحَبَّةً وَرَحمَةً بِشَعبِها المـُتَعَثِّرِ في فهمِهِ لِمَشيئَةِ الله. وَظَّفَت أَصوامَها، لِتَزهَدَ بِكُلِّ شَيءٍ يَمنَعُها عَن مَحَبَّةِ اللهِ أَوَّلًا، فَأَصبَحَت مُصغِيَةً وَحاضِرَةً لِكُلّ حَدسٍ يَطرَأُ على قَلبِها، فَلَبَّت الدَّعوَةَ وَأَعلَنَت لِكُلِّ مَن يَنتَظِرُني أَنِّي أَنا المـُخَلّص.
كانَت الإِحتِفالاتُ وَالأَعيادُ الطَّقسِيَّة، هيَ المـُناسَباتُ الرَّئيسيَّة لِصُعودِ شَعبِ اللهِ إِلى أُورَشَليم، وَكانَ الفِصحُ هوَ المـَحَطَّةُ الأَبرَز فيما بَينَها. ما بَينَ قُبلَةَ أَنظارِ المـُؤمِن اليَهوديّ المـُتَّجِهَة دائِمًا إِلى أُورَشَليم، وَالمـُناسَبَة الَّتي تَحُثُّهُ لِلتَّوَجُهِ صُعودًا إِلى هَيكَلِها، نُلاحِظُ قُبلَةَ أَنظارِ سِمعانَ الشَّيخِ وَحَنَّةَ النَّبِيَّة، الَّتي كانَت الطِّفلَ يَسوع، فَكانَ هوَ لَهُم المـُناسبَة الَّتي فَرَّحَت قَلبَيهِما، مِمَّا جَعَلَهُما يُعلِنان عَن أَنَّ اللِّقاءَ بِشَخصِ الكَلِمَة المـُتَجَسِّدِ يَسوع هوَ الإِحتِفالُ وَالعيدُ نَفسُه، فَهوَ في ذاتِهِ يَختَصِرُ الهَيكَلَ وَكلَّ المـُناسَبات؛ إِنَّهُ المـُخَلِّص. جَميلٌ وَرائِعٌ أَن نَرى كَيفَ خُتِمَت حَياةُ هَذَينِ البارَّينِ إِذ عَرَفَا افتِقادَ اللهِ لِشَعبِه وَلو لَم يُعايِنا يَومَ قِيامَتِهِ المـَجيدَة. عِشِ اليَومَ على وَقعِ الرَّجاءِ وَفقًا للإِنجيل.
رَبّي يَسوع، أَنتَ الَّذي غَرَستَ في قَلبَي سِمعانَ الشَّيخ وَحَنَّةُ النَّبِيَّة، الرَّغبَةَ وَالسَّعيَ لِمَعرِفَتِكَ، وَلِلبَحثِ عَنكَ طَوالَ حَياتِهِما وَيَومَ طَعَنا بِالسِّنِّ، غَمَرتَهُما بالرِّجاءِ فَثابَرا بِعَيشِ التِزامِهِما وَأَمانَتَهُما لَكَ عَن طَريقِ الصَّومِ وَالصَّلاة إِلى أن التَقَياكَ طِفلًا صَغيرًا فَأَعلَنا بِفَرَحٍ عارِمٍ أَنَّكَ الرَّبُّ وَالمـُخَلِّصُ وَالفادي. هَبني ذَرَّةً مِن إِيمانِهِما، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!