موقع Allah Mahabba أحد الأحبار والكهنة الراقدين
سفر ملاخي 2: 1. 5 – 9
وَالآنَ إِلَيْكُمْ هذِهِ الْوَصِيَّةُ أَيُّهَا الْكَهَنَةُ:
كان عَهْدِي مَعَ لاَوِي حَيَاةً وَسَّلاَمًا، فوَهَبتُهما له، وتَّقْوَى فَاتَّقَانِي، وهابَ اسْمِي.
كَانَ فِي فمِهِ تَعْلِيمُ حَقّ، وَلَمْ يُوجَدْ إِثْمٌ فِي شَفَتَيْهِ. سَار مَعِي بِالسَّلاَمَة وَالاسْتِقَامَةِ، وَرَدَّ كَثِيرِينَ عَنِ الإِثْمِ.
لأَنَّ شَفَتَيِ الْكَاهِنِ تَحْفَظَانِ المَعْرِفَة، وَمِنْ فَمِهِ يَطْلُبُونَ التَّعليم، إذ هُو رَسُولُ رَبِّ الْقُوات.
أَمَّا أَنْتُمْ فَحِدْتُمْ عَنِ الطَّرِيقِ وَعْثَّرْتُمْ كَثِيرِينَ بِالتَّعليم، ونَقَضْتُمْ عَهْدَ لاَوِي، قَالَ رَبُّ الْقُوات.
فَأَنَا أَيْضًا جَعَلتُكُمْ حَقيرِينَ وَأدْنِياء عِنْدَ جَمِيعِ الشَّعْبِ، بِقَدَرِ مَا أَنَّكُمْ لَمْ تَحْفَظُوا طُرُقِي وحَابَيْتُمْ الوجُوه فِي تَعْلِيمِكم.
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى طيموتاوس 4: 6 – 16
يا إخوَتِي، إِذَا عَرَضْتَ ذلِكَ لِلإِخْوَة، تَكُونُ خَادِمًا صَالِحًا للمَسِيحِ يَسُوع، مُتَغَذِّيًا بِكَلامِ الإِيْمَانِ والتَّعْلِيمِ الحَسَنِ الَّذي تَبِعْتَهُ.
أَمَّا الخُرَافَاتُ التَّافِهَة، حِكَايَاتُ العَجَائِز، فَأَعْرِضْ عَنْهَا. وَرَوِّضْ نَفْسَكَ عَلى التَّقْوَى.
فإِنَّ الرِّيَاضَةَ الجَسَدِيَّةَ نَافِعةٌ بعْضَ الشَّيء، أَمَّا التَّقْوَى فَهِيَ نَافِعَةٌ لكُلِّ شَيء، لأَنَّ لَهَا وَعْدَ الحَيَاةِ الحَاضِرَةِ والآتِيَة.
صادِقَةٌ هيَ الكَلِمَةُ وجَدِيرَةٌ بِكُلِّ قَبُول:
إِنْ كُنَّا نَتْعَبُ ونُجَاهِد، فذلِكَ لأَنَّنَا جَعَلْنَا رجَاءَنا في اللهِ الحَيّ، الذي هُوَ مُخلِّصُ النَّاس أَجْمَعِين، ولا سِيَّمَا المُؤْمِنِين.
فأَوْصِ بِذلكَ وعَلِّمْهُ.
ولا تَدَعْ أَحَدًا يَسْتَهِينُ بِحَداثَةِ سِنِّكَ، بَلْ كُنْ مِثَالاً للمُؤْمِنِين، بِالكَلام، والسِّيرَة، والمَحَبَّة، والإِيْمَان، والعَفَاف.
وَاظِبْ عَلى إِعْلانِ الكَلِمَةِ والوَعْظِ والتَّعْلِيم، إِلى أَنْ أَجِيء.
لا تُهْمِلِ المَوْهِبَةَ الَّتي فِيك، وقَد وُهِبَتْ لَكَ بالنُّبُوءَةِ معَ وَضْعِ أَيْدِي الشُّيُوخِ عَلَيك.
إِهْتَمَّ بِتِلْكَ الأُمُور، وكُنْ مُواظِبًا عَلَيهَا، لِيَكُونَ تَقَدُّمُكَ واضِحًا لِلجَمِيع.
إِنْتَبِهْ لِنَفْسِكَ وَلِتَعْلِيمِكَ، وَٱثْبُتْ في ذلِك. فإِذا فَعَلْتَ خَلَّصْتَ نَفسَكَ والَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ.
إنجيل القدّيس لوقا 12: 42 – 48
قَالَ الرَّبُّ يِسُوع: «مَنْ تُرَاهُ ٱلوَكِيلُ ٱلأَمِينُ ٱلحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعَامِ في حِينِهَا؟
طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُ، يَجِدُهُ فَاعِلاً هكذَا!
حَقًّا أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُقْتَنَياتِهِ.
أَمَّا إِذَا قَالَ ذلِكَ العَبْدُ في قَلْبِهِ: سَيَتَأَخَّرُ سَيِّدِي في مَجِيئِهِ، وَبَدأَ يَضْرِبُ الغِلْمَانَ وَالجَوَارِي، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَسْكَر،
يَجِيءُ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ في يَوْمٍ لا يَنْتَظِرُهُ، وَفي سَاعَةٍ لا يَعْرِفُها، فَيَفْصِلُهُ، وَيَجْعلُ نَصِيبَهُ مَعَ الكَافِرين.
فَذلِكَ العَبْدُ الَّذي عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَمَا أَعَدَّ شَيْئًا، وَلا عَمِلَ بِمَشيئَةِ سَيِّدِهِ، يُضْرَبُ ضَرْبًا كَثِيرًا.
أَمَّا العَبْدُ الَّذي مَا عَرَفَ مَشِيئَةَ سَيِّدِهِ، وَعَمِلَ مَا يَسْتَوجِبُ الضَّرْب، فَيُضْرَبُ ضَرْبًا قَلِيلاً. وَمَنْ أُعْطِيَ كَثيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ الكَثِير، وَمَنِ ٱئْتُمِنَ عَلَى الكَثِيرِ يُطالَبُ بِأَكْثَر.
التأمّل
”مَن أُعطِيَ كَثيرًا يُطلَبُ مِنهُ الكَثير“
الكَثيرُ الَّذي يُعطيهِ اللهُ كَنِعمَةٍ مَجَّانِيَّةٍ تُعَبِّرُ عَن فائِقِ مَحَبَّتِهِ للإِنسان، على الأَخيرِ أَن يُقَيِّمَهُ وَلِكَي يَستَطيعَ ذَلِكَ عَلَيهِ أَن يُدرِكَ فَقرَهُ وَضِعفَهُ خارِجًا عَن النِّعَمِ الَّتي زَيَّنَهُ اللهُ بِها، وَحدَها الخَطيئَةُ تَكشِف واقِعَ حالِ الإِنسانِ خارِجًا عَن النِّعمَة، وَمِن خِلالِ الخَطيئَةِ يَعرِفُ الإِنسانُ أَنَّ ما بَذَّرَهُ مِنَ الكَثيرِ بِإِفراطٍ، جَعَلَهُ بِحالَةِ العُبودِيَّةِ وَالحُزنِ وَالقُنوطِ فَأَفقَدَهُ سَلامَ قَلبِهِ. لَقَد خَلَقَنا اللهُ لِنَصنَعَ الخَيرَ، وَأَعطانا الكَثير بِهَدَفِ أَن نَكونَ وَنَصيرَ في الخَيرِ الأَسمى فَنُحَقِّقَ مَلَكوتَهُ في حَياتِنا، فيَكتَنِفُنا شُعورَ الرِّضى مِنَ الله، وَأَنَّنا حَقًّا أَبناءً مَحبوبينَ مِنهُ. كُلٌّ مِنَّا يَبحَثُ عَن مَكانٍ وَمَوقِعٍ في الحَياة، عَن طَريقِ تَحقيقِ ذاتِهِ مِن بابِ تَنمِيَةِ وَتَفعيلِ مَواهِبِهِ، وَكُلٌّ مِنَّا يُريدُ هُنا أَن يَكونَ مُتَمايِزًا عَن الآخَرينَ، بِما يَصنَعُهُ وَإِن كانَ العَمَلَ نَفسَهُ وَالمـَوهِبَةَ نَفسَها، وَلَكِن بِذاتِ طابِعٍ خاصّ. ما أُعطِيَ لَنا مِنَ الرَّبّ هوَ كَثيرٌ لا على مُستَوى الكَمِّيَّةِ، بَل كَثيرٌ بِنَوعِيَّتِهِ فباستِطاعَتِهِ أَن يُحَقِّقَ الكَثيرَ مِنَ القَليلِ المـُتاح في الزَّمَنِ إلى ما بَعدَهُ.
يَا بُنَيَّ، لا تَظُنَّنَ أَنَّني أُطالِبُكَ بِما لَيسَ بِمَقدورِكَ أَن تَصنَعَهُ. قَد تَقولُ لي طَريقُ القَداسَةِ صَعبٌ وَشاقٌّ عَلَيَّ، وَأَنا أَقولُ لَكَ، لأَنَّكَ تَعتَمِدُ على نَفسِكَ فَقَط، بَينَما أَنا جِئتُ إِلَيكَ وَصِرتُ لَكَ الطَّريقَ لِتَصِلَها بِاتِّحادِكَ بي. يَستَلزِمُ الأَمرُ مِنكَ قَرارًا حُرًّا، عِندَئِذٍ تَتَمَكَّنُ مِنَ التَّتَلمُذِ لي، فَيَعرِفَ قَلبَكَ السَّلام، أَمَّا المـَشَقَّةُ الَّتي تُعانيها إِرادَتُكَ، تَغدو مَعَ الوَقتِ ميدانَ التَّمَرُّسِ على عَيشِ الفَضائِلِ الإِلَهِيَّةِ وَالمـَسيحيَّةِ وَالإِنسانِيَّة. أُنظُر إِلى ما أَعطَيتُكَ، قَدِّر ما وُهِبَ لَكَ، وَافرَح بِما أَنتَ عَلَيهِ في جَوهَرِ هُوِيَّتِكَ كَإِبنٍ لله، وَكُن مُقتَنِعًا أَنَّ نِعمَتي تَكفيكَ، وَبِواسِطَتِها كُلُّ شَيءٍ مُمكِنٌ لِلَّذينَ يَخافونَ اللهَ وَيُحِبُّونَهُ مِن صَميمِ قُلوبِهِم. الوَكيلُ يُطالَبُ بِمَسؤولِيَّتِهِ، وَأَنتَ مُذ خَلَقتُكَ سَلَّطتُكَ وَكيلًا عَلى الخَليقَةِ، فَلِكَي تَحرُثَها عَلَيكَ أَوَّلًا أَن تَحرِسَها، مِن كُلِّ شَرٍّ، وَذَلِكَ عِندما تُدرِكُ أَنَّها مُلكُ الله الآبِ، فَتَرُدَّها لَهُ عَن طَريقي، وَعِندَئِذٍ تَستَطيعُ أَن تَحرُثَها بِأَمانَةٍ وَإِخلاصٍ وَفقًا لِنِعمَةِ الرُّوحِ القُدُسِ المـُعطاةِ لَكَ، وَذَلِكَ لِأَنَّكَ عَرَفتَها وَفقَ الغايَةِ الَّتي لِأَجلِها أُعطِيَت لَكَ. لا تَكُن مِمَّن يَخافونَ أَن يَعمَلوا، بَل مِمَّن يَعمَلونَ بِنِيَّةٍ مُستَقيمَة.
في مَثَلِ الوَكيلِ الأَمين، يُسَلَّطُ الضَّوءُ على ثَلاثَةِ أُمورٍ هيَ التَّالِيَة: أَوَّلًا نَوعِيَّةِ الوَكالَة، وَكيلٌ على خَدَمِ البَيتِ، ذاتُ سُلطانٍ عَلَيهِم، مِن أَجلِ خَيرِهِم وَخَيرَ البَيتِ العام. ثانِيًا عَلى مُقَدَّراتِ الوَكيلِ المـُختار. ثالِثًا عَلى التَّجرُبَة الَّتي تُرافِق هَذِهِ الدَّعوَة لِلحَذَرِ وَتَجَنُّبِ السُّقوط. إِنطِلاقًا مِن هُنا، نَفهَمُ مَعنى المـَسؤولِيَّة وَفقًا للدَّورِ وَالوَظيفَة الَّتي على المـَدعو أَن يُحَقِّقَها، فَكُلٌّ مُطالَبٌ بِإِملاءِ الفَراغ المـَعني بِه، لا أَكثَرَ وَلا أَقَلّ. مِن هُنا أَيضًا نَفهَمُ عَدالَةَ اللهِ فَهوَ لا يُطالِبُنا، بِشَيءٍ لَم نَعرِفهُ يَومًا، وَلا بِمَسؤولِيَّةٍ أَو خِدمَةٍ أَو أَمرٍ كانَ غَريبًا عَن شَخصِنا، بَل على العَكسِ مِن ذَلِكَ انطِلاقًا مِن حَيثُ نَحنُ في المـَكانِ وَالزَّمانِ وَالمـَهَمَّة، نَحنُ مُطالَبون بِصُنعِ الخَير. أَعدِ قِراءَةَ مَسؤولِيَّتِكَ وَالتِزمها.
رَبّي يَسوع، أَنتَ الّذي لَم تَبخُل عَلَيَّ بِشَخصِكَ، فَأَعطَيتَني ذاتَكَ إِذ أَتَيتَ إِلَيَّ وَصِرتَ أَنا بِإِنسانِيَّتي، وَبِالحُبِّ الَّذي تُريدُني أَن أُدرِكَهُ وَأَعيشَهُ مَعَكَ وَمِن أَجلِكَ وَفيكَ، دَعَوتَني لِأَقبَلَ عَطِيَّتَكَ السَّامِيَة فَأَكونَ حُرّاً وَمَسؤولًا. فَيا سَيّدي وَمُخَلِّصي الحَبيب، أَجِدُ نَفسي غَيرَ أَهلٍ وَلا مُستَحِقٌ لِما أَعطَيتَني، ثَبِّتني بِالأَمانَةِ لَكَ، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!