موقع Allah Mahabba الاثنين من الأسبوع الثالث بعد الدنح
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 4: 16 – 18. 5: 1 – 5. 10
يا إخوَتِي، لِذَلِكَ لا تَضْعُفُ عَزِيْمَتُنَا. فمَعَ أَنَّ إِنْسَانَنَا الظَّاهِرَ يَنْحَلّ، فَإِنْسَانُنَا الدَّاخِلِيُّ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْم؛
لأَنَّ ضِيقَنَا الخَفِيفَ العَابِرَ يُعِدُّ لَنَا ثِقْلَ مَجْدٍ أَبَدِيٍّ لا حَدَّ لَهُ.
لأَنَّنَا لا نَنْظُرُ إِلى مَا يُرَى، بَلْ إِلى مَا لا يُرَى، فَمَا يُرَى هوَ مُوَقَّت، ومَا لا يُرَى أَبَدِيّ.
ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا هُدِمَ بَيْتُنَا الأَرْضِيّ، أَيْ جَسَدُنَا الَّذي هُوَ أَشْبَهُ بِالخَيْمَة، فَلَنَا مَسْكِنٌ مِنَ ٱلله، بَيْتٌ لَمْ تَصْنَعْهُ الأَيْدِي، أَبَدِيٌّ في السَّمَاوَات.
ومَا دُمْنَا في هذِهِ الحَال، فَنَحْنُ نَئِنُّ مُتَشَوِّقِينَ أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَ بَيْتِنَا الأَرْضِيِّ بَيْتَنَا الَّذي مِنَ السَّمَاء؛
هذَا إِنْ وُجِدْنَا يَوْمَذَاكَ لابِسِينَ الجَسَدَ لا عُرَاة!
وطَالَمَا نَحْنُ في هذِهِ الخَيْمَة، فَنَحْنُ نَئِنُّ مُرْهَقِين، لأَنَّنَا لا نُرِيدُ أَنْ نَقْلَعَهَا بَلْ أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا، حَتَّى تَبْتَلِعَ الحَيَاةُ مَا هُوَ مَائِتٌ فِينَا.
وٱللهُ هُوَ الَّذي أَعَدَّنَا لِذلِكَ، وأَعْطَانَا عُرْبُونَ الرُّوح.
لأَنَّنَا لا بُدَّ أَنْ نَظْهَرَ جَمِيعًا أَمَامَ مِنْبَرِ المَسِيح، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا جَزَاءَ مَا عَمِلَهُ وهُوَ بَعْدُ في الجَسَد، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا.
إنجيل القدّيس يوحنّا 5: 1 – 16
كَانَ عِيدٌ لِليَهُود، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلى أُورَشَليم.
وفي أُورَشَليم، عِنْدَ بَابِ الغَنَم، بِرْكةٌ يُقَالُ لَهَا بِٱلعِبْرِيَّةِ بَيْتَ حِسْدا، ولَهَا خَمْسَةُ أَرْوِقَة،
يَضْطَجِعُ فِيهَا حَشْدٌ مِنَ المَرْضَى، مِنْ عُمْيَانٍ وعُرْجٍ ومَشْلُولِين، وهُمْ يَنْتَظِرُونَ فَوَرَانَ المَاء،
لأَنَّ مَلاكَ الرَّبِّ كَانَ يَنْزِلُ إِلى البِرْكَةِ أَحْيَانًا، فَيَتَحَرَّكُ مَاؤُهَا. وكَانَ الَّذِي يَنْزِلُ أَوَّلاً، بَعْدَ تَحَرُّكِ المَاء، يُشْفَى مَهْمَا كَانَتْ عِلَّتُهُ.
وكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ مَرِيضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وثَلاثِينَ سَنَة.
ورَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعًا، وعَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَنًا طَويلاً عَلى تِلْكَ الحَال، فَقَالَ لَهُ: «أَتُرِيدُ أَنْ تُشْفَى؟».
أَجَابَهُ المَرِيض: «يَا سَيِّد، لَيْسَ لِي أَحَدٌ يُلقِينِي في البِركَةِ عِنْدَمَا يَتَحَرَّكُ المَاء. وفيمَا أَنَا أُحَاوِلُ النُّزُول، يَنْزِلُ قَبْلي آخَر».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «قُمِ ٱحْمِلْ فِرَاشَكَ وٱمْشِ».
وفِي الحَالِ شُفِيَ الرَّجُل، وحَمَلَ فِرَاشَهُ، وصَارَ يَمْشِي. وكَانَ ذلِكَ اليَومُ سَبْتًا.
فَقَالَ اليَهُودُ لِلْمُعَافَى: «إِنَّهُ سَبْت، فَلا يَجُوزُ لَكَ أَنْ تَحْمِلَ فِرَاشَكَ».
فَأَجَابَهُم: «ذَاكَ الَّذي شَفَانِي قَالَ لِي: إِحْمِلْ فِرَاشَكَ وٱمْشِ».
سَأَلُوه: «مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الَّذي قَالَ لَكَ: إِحْمِلْ وٱمْشِ؟».
وكَانَ المُعَافَى لا يَعْلَمُ مَنْ هُوَ، لأَنَّ يَسُوعَ قَدِ ٱبْتَعَدَ عَنِ الجَمْعِ المُحْتَشِدِ فِي ذلِكَ المَكَان.
بَعْدَ ذلِكَ، وَجَدَهُ يَسُوعُ في الهَيْكَل، فَقَالَ لَهُ: «هَا أَنْتَ قَدْ شُفِيت، فَلا تَعُدْ إِلى الخَطِيئَةِ لِئَلاَّ يُصِيبَكَ مَا هُوَ أَسْوَأ».
مَضَى الرَّجُلُ وأَخْبَرَ اليَهُودَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الَّذي شَفَاه.
ولِذلِكَ صَارَ اليَهُودُ يَضْطَهِدُونَ يَسُوع، لأَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ ذلِك يَوْمَ السَّبْت.
التأمّل
”قُم احمِل فِراشَكَ وامشِ“
مَن مِنَّا لا يَندَهِش وَلا يَتَساءَل، كَيفَ للنَّاسِ أَن تَرفُضَ الخَير، لِتَفرُضَ تَبريراتِها زاعِمَةً أَنَّها الخَيرَ نَفسَهُ؟ هذا ما كانَ يَحدُثُ مَعَ يَسوع، في كُلِّ مَرَّةٍ يَصنَعُ فيها آيَةً، وَهذا ما يَحدُثُ مَعَنا عِندَما يُرفَضُ عَمَلُ الخَيرِ الَّذي نَقومُ بِهِ. هذا الأَمر يَكشِفُ لَنا كَم أَنَّنا مَحدودينَ وَكَم أَنَّ دَورَ الأَهواءِ قَوِيٌّ وَمُؤَثِّرٌ وَفاعِلٌ على أَفكارِنا وَعلى عَلاقاتِنا. مُلفِتٌ جِدًّا على طولِ وَعَرضِ حَياةِ الرَّبَّ يَسوع، أَنَّهُ لَم يَدَع أَيَّ شَيءٍ يُثنيهِ لَحظَةً عَن صُنعِ الخَير، لا حِجَّةَ قُدسِيَّةَ يَوم السَّبت، ولا العادات وَالتَّقاليد الَّتي أُلِّهَت في ذاتِها، فيما مَنَعَت بِجانِبٍ مِنها الإِنسانَ عَن التَّعبيرِ عَمَّا فيهِ مِن جَديدٍ مِن صُنعِ الرُّوحِ القُدُسِ، وَذَلِكَ لِكَي يَبقى فَهمَهُ لِذاتِهِ انطِلاقًا مِن مِنظارٍ جِدّ مَحدود. هذا النَّوعُ مِنَ التَّفكير، يُطالِبُ بِتَبريرِ الأَعمالِ انطِلاقًا مِن فَهمِهِ المـَحدودِ للشَّريعَة فَيُجَزِّئَها. لَم يَستَطِع اليَهود أَن يُوَفِّقوا بَينَ قُدسِيَّة يَومَ السَّبت، وَالزَّمَنِ المـَشيحانيّ، حَيثُ المـَسيحُ يَشفي وَيُحَرِّر وَيُخَلِّص فَكانوا مُنحازين أَو بِالأَحرى مُقَيَّدينَ بِشَريعَةٍ مُجَزَّأَة.
يَا بُنَيَّ، لَم أَخلُقَكَ لِتَبقى مُقَيَّدًا لا بِمَكانٍ وَلا بِحالَةٍ وَلا أَن تَكونَ خاضِعًا لِحَدَثٍ وَظَرف، بَل أَرَدتُ لَكَ القِيامَة وَالسَّيرَ وَالإِنطِلاق، فَغايَتُكَ الأُلوهَةُ وَالمـَجد، فَلا تَبقى عِندَ حُدودِ تُرابِيَّتِكَ. عَلَيكَ أَن تَكونَ قِياميًّا، فَلَستُ إِلَهَ أَمواتٍ بَل أَحياء، لِذَلِكَ مَع مَن كانَ مُقعَدًا أَقولُ لَكَ اليَومَ قُم احمِل فِراشَكَ وَامشِ. لَيسَ مَكانُكَ عِندَ قارِعَةِ الطَّريقِ وَلا على جانِبِ الأَروِقَة، مَقامُكَ في قَلبي، في صُلبِ الحَياةِ الَّتي تَنبُضُ لِتُحدِثَ حَرَكَةً مِنَ الحُبِّ في الأَخذِ وَالعَطاء. المـُقعَدُ يَكونُ في وَضعِيَّةِ الأَخذِ لا العَطاء، وَفي مَوقِفِ الضُّعفِ لا القُوَّة، وَفي حُدودِ المـَكان فَلا حِراك، وَهذا كُلَّهُ لَم أُرِدهُ لَكَ، وَإِن حُكِمَ عَلى جَسَدِكَ لِأَسبابٍ مَعروفَة وَغَيرَ مَعروفَةٍ بِإِعاقَةٍ ما. لِكَي تَكونَ قِيامِيًّا على إِيمانِكَ أَن يَتَجاوَبَ مَعَ كَلِمَتي، عِندَئِذٍ تَتَحَرَّرُ مِن كُلِّ القُيودِ الَّتي فُرِضَت عَلَيكَ وَتَبَنَّيتَها. كَلِمَتي كَالحُلُمِ تَخلُقُ فيكَ الطُّموحَ، فَتُشعِلُ رَغبَةَ قَلبِكَ، فَتَجِد ما تَستَطيعُ أَن تَعمَلَهُ مِن خِدمَةٍ لِلخَيرِ العام فَتَبدَأ فيه. قُلتُ لِلمـُقعَدِ احمِل فراشَكَ وَامشِ، لِيَعرِفَ أَنَّهُ هوَ سَيِّدٌ وَعَلَيهِ بِالمـُبادَرَة، لا أَن يَكونَ تِلقائيًّا بَل صاحِب الفِعلِ وَالقَرارِ الحُرّ وَالمـَوقِف.
شِفاءُ المـُقعَد عَمَلٌ وَآيَةٌ مِن أَعمالِ المـَسيح، فَمِن خِلالِ إِطارِ العيدِ الَّذي جَرَت فيهِ، وَالحِوار الَّذي أَجراهُ يَسوعُ مَعَ المـُقعَد، وَمِن ثُمَّ مَواقِفَ اليَهود، نَجِدُ المـَغزى وَالمـَعنى. نَحنُ هُنا في مُناسَبَةِ عيد العَنصَرَة، ذِكرى تَسلُّمِ موسى مِنَ الله الشَّريعَة، يُسَلَّطُ الضَّوءُ على أَنَّ يَسوعَ هوَ مُوسى الجَديد-المـَسيح، الَّذي تَسَلَّمَ شَريعَةَ الرُّوحِ القُدُسِ لِيَشفي وَيُحَرِّرَ الإِنسانَ مِن قُيودِهِ، أَمَّا قُدسِيَّةُ السَّبت تَعني راحَةَ اللهِ مَعَ بَدءِ عَمَلِ الإِنسان. هَكَذا جَمَعَ يَسوعُ في شَخصهِ عَمَلَ اللهِ وَراحَتَهُ عَن طَريقِ الشِّفاءِ وَالخَلاص، فَجَدَّدَ بِذَلِكَ مَواعيدِ العيد، لِيَتَسَلَّمَ الإِنسانُ حُرِّيَّةَ الرُّوحِ، فَيَقومَ حامِلًا فِراشَهُ ماشِيًا وَراءَ النُّورِ وَالحَقّ. لِيَكُن قَصدُكَ اليَوم أَن تُبادِرَ في صُنعِ الخَيرِ مُلَبِّيًا دَعوَةَ المـَسيحِ لَكَ.
رَبِّي يَسوع، كَم حُبُّكَ لي عَظيمٌ، إِذ أَرَدتَني أَن أَسيرَ على خُطاكَ، وَيَومَ التَّعَبُ وَالإِرهاقُ وَالجِراحُ أَثقَلَتني، فَبِتُّ مُقعَدًا، عُدتَ وَصَرَختَ في قَلبي صَرخَةَ حَياةٍ وَرَحمَةٍ لِأقومَ مِن سُباتي وَمَوتي، وَأَحمِلَ بِمَسؤولِيَّةٍ كُلَّ هُمومي وَجِراحي وَعَاهاتي فَلا أَبقى خارِجًا عَنكَ بَل فيكَ أَسيرُ يَا مَن صِرتَ لي الطَّريق الأَكيدَ إِلى المـَسكِنِ الأَبَديّ، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!