موقع Allah Mahabba السبت من أسبوع النسبة
الرسالة إلى العبرانيّين 11: 32 – 40
يا إخوَتِي، مَاذَا أَقُولُ بَعْد؟ فَإِنَّ الوَقْتَ يَضِيقُ بِي وأَنَا أُخْبِرُ عَن جِدْعُونَ وبَارَاقَ وشَمشُونَ ويَفْتَاحَ ودَاودَ وصَمُوئِيلَ والأَنْبِياء،
الَّذِينَ بالإِيْمَانِ قَهَرُوا المَمَالِك، وعَمِلُوا البِرّ، ونَالُوا الوُعُود، وسَدُّوا أَفْوَاهَ الأُسُود،
وأَخْمَدُوا قُوَّةَ النَّار، ونَجَوا مِن حَدِّ السَّيْف، ونَالُوا مِنَ الضُّعْفِ قُوَّة، وصَارُوا أَشِدَّاءَ في القِتَال، وهَزَمُوا عَسَاكِرَ الغُرَبَاء،
وٱسْتَرَدَّتْ نِسَاءٌ أَمْواتَهُنَّ بِالقِيَامَة. وآخَرُونَ عُذِّبُوا بِتَوتِيرِ الأَعْضَاءِ والضَّرْب، ورَفَضُوا النَّجَاة، لِكَي يَحْصَلُوا على قِيَامَةٍ أَفْضَل.
وآخَرُونَ ذاقُوا الهُزْءَ والجَلْد، وأَيْضًا القُيُودَ والسِّجْن.
ورُجِمُوا، ونُشِرُوا، ومَاتُوا بِحَدِّ السَّيْف، وهَامُوا على وُجُوهِهِم لابِسِينَ جُلُودَ الغَنَمِ والمَاعِز، وهُم مُحْتَاجُونَ ومُضَايَقُونَ ومُذَلَّلُون،
تَائِهُونَ في البَرارِي والجِبَالِ والمَغَاوِرِ وشُقُوقِ الأَرْض، هُمُ الَّذِينَ لَمْ يَكُنِ العَالَمُ مُسْتَحِقًّا لَهُم.
فأُولئِكَ جَمِيعُهُم، وقَد شُهِدَ لَهُم بِالإِيْمَان، لَمْ يَنَالُوا الوَعْد؛
لأَنَّ اللهَ سَبَقَ فأَعَدَّ لنَا مَا هُوَ أَفْضَل، لِئَلاَّ يُجْعَلُوا كَامِلِينَ بِدُونِنَا!
إنجيل القدّيس يوحنّا 12: 48 – 50
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «مَنْ يَرْذُلُنِي، ولا يَقْبَلُ أَقْوَالِي، فَلَهُ دَيَّانُهُ: أَلْكَلِمَةُ الَّتِي قُلْتُهَا هِيَ تَدِينُهُ في اليَوْمِ الأَخير؛
لأَنِّي مَا تَكَلَّمْتُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، بَلِ الآبُ الَّذي أَرْسَلَنِي هُوَ أَوْصَانِي بِمَا أَقُولُ وَبِمَا أَتَكَلَّم.
وأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّة. ومَا أَتَكَلَّمُ بِهِ، فَكَمَا قَالَ لِيَ الآبُ، هكَذَا أَنَا أَتَكَلَّم».
التأمّل
”ما تَكَلَّمتُ مِن تِلقاءِ نَفسي“
لطالَما حَطَّت رِحالُ رِسالَةَ الرَّبِّ يَسوع في مَلَكوتِ الآبِ السَّماويّ، ذَلِكَ لِأَنَّها مِنهُ انطَلَقَت وَإِلَيهِ تَعود. الإِنجيليّ يوحَنَّا المـَعروف وَالمـُتَمَيِّز بِبِشارَتِهِ اللَّاهوتِيَّةِ العَميقَة عَن باقي الإِنجيليّين، نَجِدُهُ يُعطي أَهَمِّيَّةً رَفيعَةً وَعالِيَةً جِدًّا وَخاصَّة، لِمَوضوعِ العَلاقَة الوَطيدَة الَّتي تَربِطُ الإِبنَ المـُتَجَسِّد الكَلِمَة الرَّبّ يَسوع بِأَبيهِ السَّماويّ، وَذَلِكَ بِهَدَفِ إِظهارِ أَنَّ يَسوعَ النَّاصِري هُوَ ابنُ اللهِ حَقًّا وَصورَةُ جَوهَرِهِ، مِن دونِ أَن يَغفَلَ إِنسانِيَّتَهُ الكامِلَة. مِن خِلالِ عَرضِهِ هذا يُقَدِّمُ لَنا مَعنى الإِتِّحاد بِالله وَمَحَبَّتَهُ فَوقَ كُلِّ شَيءٍ، وَمَعنى العَمَل بِمَشيئَتِهِ السَّامِيَة. كُلُّ كَلِمات يَسوع، وَأَفعال يَسوع، وَتَصَرُّفات يَسوع، هِيَ تُشيرُ وَتَدَلُّ وَتَرجِعُ إِلى الله الآب. مَن أَرادَ أَن يَعرِفَ مَعنى الغَرام بِوَجهِهِ السّليم وَالصَّحيح عَلَيهِ أَن يَستَمِعَ لِيَسوع كَيفَ يَتَكَلَّم عَن أَبيهِ السَّماويّ، فَهوَ شِغلَهُ الشَّاغِل، وَمَركَزَ قَلبِهِ؛ أَلَم يَقُل في مَكانٍ آخَر: “حَيثُ يَكونُ كَنزُكَ هُناكَ يَكونُ قَلبُكَ”؛ لِذا قَد صارَ الكَلِمَةُ الَّذي يَنطِقُ بِمَحَبَّةِ الآبِ السّماويّ.
يا بُنَيَّ، أُريدُ أَن أُشرِكَكَ بِسِرّ مَحَبَّتي وَاندِفاعي الَّذي حَدا بي لِأَبذُلَ نَفسي عَنكَ وَعَن الكَثيرين، وَهوَ مَحَبَّتي الكَبيرَة لأَبي السَّماويّ وَأَيضًا مَحَبَّتَهُ لي. لَقَد جِئتُ لِأُخبِركَ عَنهُ لا بِكَلامٍ وَلا بِشِعرٍ وَلا بِنَثرٍ وَلا بِبَلاغَةٍ، بَل بِشَخصي، بِأَعمالي الَّتي صَنَعتَها وَهيَ كُلُّها رَحمَةٌ وَحَقٌّ وَتَشهَدُ لَهُ وَلي في الآنِ مَعًا. كُلُّ ذَرَّةٍ مِن جَسَدي وَروحيّ، وَكُلُّ شَيءٍ مِن أَقوالي وَأَفعالي وَتَصَرُّفاتي يَتَكَلَّمُ وَيَنطِقُ عَن مَحَبَّةِ اللهِ الآب، وَأَنا بِذاتي صِرتُ حُبَّهُ الكَبير لَكَ، لِذَلِكَ وَهَبتُكَ شَخصي بِتَجَسُّدي وَمَوتي وَقِيامَتي فِعلَ غُفرانٍ، لِتَغفِرَ لِذاتِكَ وَلِلآخَرين. قَد شِئتُ أَن أَكونَ لَكَ الرِّسالَةَ الخاصَّة المـُوَجَّهَةَ مِنهُ إِلَيكَ، بَعدَما تَعِبتَ كَثيرًا وَتَساءَلتَ وَاحتَرتَ كَثيرًا، وَأَنتَ تَرغَبُ أَن تَعرِفَ عَمَّن لَم يَرَهُ أَحَدٌ إِلَّا أَنا الَّذي أُخبِركَ عَنهُ. فَما أَقولُهُ لَكَ في الإِنجيل، لَيسَ مِن بابِ الصُّدفَةِ وَلا يَمِتُّ للقَدَرِ بِشَيءٍ، كُلُّ كَلِمَةٍ تُكالُ بِالحُبّ وَهيَ لَكَ روحٌ وَحياة. ما أَقولُهُ لَكَ لا يَنجِمُ عَن رَدَّةِ فِعلٍ البَتَّة، بَل هُوَ ما يَجعَلُكَ تَبلُغُ إِلى المـِلءِ وَإِلى الكَمالِ في المـَحَبَّة، ما يَعني بُلوغَكَ القَداسَة. أَنتَ أَمامي شَخصٌ يَليقُ بِهِ كُلُّ التَّقدير، لِذا خاطَبتُكَ بِمَحَبَّتي.
جَميلَةٌ هيَ العَفَوِيَّةُ في حَياةِ الإِنسان، لِكَونِها تُعَبِّرُ عَن طَبيعَةٍ تَرفُضُ الأَقنِعَة، وَلَكِنَّها في الآنِ عَينِهِ تَغدو هَشَّةً وَضعيفَةً لِأَنَّها لا تُؤَدّي في الغالِبِ إِلى البُنيان. تُقَلِّلُ بَعضًا مِنَ الثِّقَةِ في العَلاقاتِ الإِنسانِيَّة، لِذَلِكَ هِيَ تَحتاجُ لِأَن لا تَكونَ رَدَّةَ فِعلٍ، وَلا سُرعَةً زائِدَةً في التَّعبير، بَل عَلَيها أَن تَنبَعَ مِن قَلبٍ يَغمُرُهُ الحُبُّ وَالسَّلام، فَتُصبِحَ وَديعَةً لَطيفَةً، مُزَيَّنَةً بِحِكمَةِ الرُّوحِ القُدُس. مِن هُنا أَنتَ مَدعُوٌّ لأَن تَقتَدِيَ بِالرَّب يَسوع، فَلا تَتَكَلَّمَ مِن تِلقاءِ نَفسِكَ، إِنَّما انطِلاقًا مِن إِيمانِكَ وَمَحَبَّتِكَ للرَّبّ وَلاختِبارِكَ في حَياةِ الرُّوح. أَبقِ مَحَبَّة المـَسيحِ دائِمًا نُصبَ عَينَكَ، لِيَعودَ كُلّ ما تَقومُ بِهِ إِلى أَساسِهِ وَجَوهَرِهِ، وَعِندَئِذٍ تُصبِحُ على مِثالِهِ رِسالَةَ مَحَبَّةٍ وَرَحمَةٍ لِكُلّ مَن يَلتَقي بِكَ.
رَبِّي يَسوع، كما يَفعَلُ الكاتِبُ الجَديرُ بِالثِّقَة، لا يَعرِضُ كَلامًا خارِجًا عَن موضوعِيَّةٍ حَقيقيَّةٍ وَبَنَّاءَة، كُنتَ أَنتَ مَعي؛ كُلُّ المـُعَلِّمينَ الَّذينَ تَكَلَّموا عَن الله استِنادًا لِفَلسَفاتِهِم الخاصَّة، كانوا عُميانًا يَقودونَ عُميانًا آخرين، أَمَّا أَنتَ المـُعَلِّمُ الصَّادِق كَلَّمتَني بِالحَقّ لِتَجتَذِبَني بِشَخصِكَ إِلى أَبيكَ السَّماوي، فَجَديرٌ بِكَ كُلُّ التَّسبيح، آمين..
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!