موقع Allah Mahabba عيد مار أندراوس الرسول
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 1: 26 – 31
يا إِخوَتِي، فَٱنْظُرُوا دَعْوَتَكُم، يَا إِخْوَتِي، فَلَيْسَ فِيكُم كَثِيرُونَ حُكَمَاءُ بِحِكْمَةِ البَشَر، ولا كَثِيرُونَ أَقْوِيَاء، ولا كَثِيرُونَ مِنْ ذَوِي الحَسَبِ الشَّرِيف.
إِلاَّ أَنَّ اللهَ ٱخْتَارَ مَا هُوَ حَمَاقَةٌ في العَالَمِ لِيُخْزِيَ ٱلحُكَمَاء، ومَا هُوَ ضُعْفٌ في العَالَمِ لِيُخْزِيَ ٱلأَقْوِيَاء.
وٱخْتَارَ اللهُ مَا هُوَ وَضِيعٌ ومُحْتَقَرٌ ومَعْدُوم، لِيُبْطِلَ المَوْجُود،
لِئَلاَّ يَفْتَخِرَ بَشَرٌ أَمَامَ الله.
فَبِفَضْلِ اللهِ أَنْتُم في المَسِيحِ يَسُوع، الَّذي صَارَ لَنَا مِنْ عِنْدِ اللهِ حِكْمَةً وَبِرًّا وتَقْدِيسًا وَفِدَاء،
لِيَتِمَّ مَا هُوَ مَكْتُوب: «مَنْ يَفْتَخِرْ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبّ!».
إنجيل القدّيس متّى 4: 18 – 23
فيمَا كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عَلى شَاطِئِ بَحْرِ الجَلِيل، رَأَى أَخَوَيْن، سِمْعَانَ الَّذي يُدْعَى بُطْرُس، وأَنْدرَاوُسَ أَخَاه، وهُمَا يُلْقِيَانِ الشَّبَكَةَ في البَحْر، لأَنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْن.
فقَالَ لَهُمَا: «إِتْبَعَانِي فَأَجْعَلَكُمَا صَيَّادَيْنِ لِلنَّاس».
فتَرَكَا الشِّبَاكَ حَالاً، وتَبِعَاه.
ولَمَّا جَازَ مِنْ هُنَاك، رَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْن، يَعْقُوبَ بْنَ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخَاه، في السَّفِينَةِ مَعَ زَبَدَى أَبِيهِمَا، وهُمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا.
فَتَرَكا حَالاً ٱلسَّفِينَةَ وأَبَاهُمَا، وتَبِعَاه.
وكانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الجَلِيل، يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهم، ويَكْرِزُ بإِنْجِيلِ المَلَكُوت، ويَشْفِي الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.
التأمّل
”رَأَى أَخَوَين سِمعانَ الَّذي يُدعى بُطرُس وأندراوسَ أَخاهُ“
يُعَوَّلُ كَثيرًا على اللِّقاءِ الأَوَّل، وَبِخاصَّةٍ على الإِنطِباع الَّذي يُكَوِّنُ صورَةً وَفِكرَةً وَشعُورًا في قَلبِ الأَشخاصِ المـُتَلاقين. إِذا عُدنا وَتَأَمَّلنا في لِقاءاتِنا الأُولى مَع الأَشخاص الَّذينَ عَرَفناهُم، نَجِدُ أَنفُسَنا نَرجِعُ سَريعًا بِذاكِرَتِنا لِتِلكَ اللَّحظَة، وَكَأَنَّهُ مَعَ كُلِّ لِقاءٍ جَديدٍ يَتَوَقَّفُ الزَّمَنُ لِبُرهَةٍ لِنَلتَقِطَ فيها تِلكَ الصُّورَة الَّتي سَتُرافِقنا طَوالَ حَياتِنا، أَم أَنَّنا في تِلكَ البُرهَةِ وَاللَّحظَة يُؤخَذُ جِزءٌ مِنَّا، لِنُعطى جِزءًا آخَر مِنَ الآخَرِ الَّذي نَلتَقيه؟! قَوِيَّةٌ وَكَثيفَةٌ تِلكَ اللَّحظَة الحاضِرَة الَّتي تَضُمُّ زَخمًا كَبيرًا يَجمَعُ ما بَينَ الماضي وَالمـُستَقبَل. يُظَهِّرُ لَنا الإِنجيلُ بِشَكلٍ واضِحٍ وَمُمَيَّز قُوَّةُ اللِّقاءِ الأَوَّل بِالرَّبّ يَسوع، الَّذي يَصحَبَهُ دائِمًا تَحَوُّلٌ جَذريّ للَّذينَ عَرَفوهُ وَآمَنوا بِكَلِمَتِهِ الشَّافِيَة. مِن بَين تِلكَ الشَّخصِيَّات نَرى أَندراوسَ أَوَّلُ التَّلاميذِ وَالرُّسُل الَّذينَ دَعاهُم يَسوع لاتِّباعِهِ. في هذا اللِّقاءِ يُلفِتُ انتِباهَنا سُرعَةَ تَركِهِ وَأَخيهِ سِمعانَ بُطرُس لِأَبيهِما وَالشِّباك رَغبَةً بِتَلبِيَةِ دَعوَة الإِتِّباع؛ هُوَّذا الإِنطِباعُ الأَوَّل فَما هِيَ الكَلِمَة المـُفتاح؟!
يَا بُنَيَّ، قَد تَسجُنُكَ ذاكِرَتُكَ بِلِقاءاتٍ حَميميَّةٍ عَرَفتَها بِماضيكَ وَأُسِرتَ فيها لِشِدَّةِ ما طَبَعَت فيكَ مِن مَشاعِر، وَلَكِن لِقاءَك بي لا يَتَّصِلُ بِماضٍ وَحاضِرٍ وَمُستَقَبل، ميزَتَهُ أَنَّهُ يُحَرِّرُكَ مِن أَسرِ المـَشاعِرِ وَالأَفكارِ المـُزَيَّفَة وَالمـُنحَرِفَة، لِكَونِكَ بي تَلتَقي بِالحَقِّ وَالحُبِّ وَالجَمالِ في تَواضُعٍ لا حَدَّ لَهُ، يَجعَلُكَ تَكونُ أَنتَ، حَيثُ تَعرِفُ مَعنى السَّلامَ الحَقيقيّ. كَما التَقيتُ بأَندراوُسَ عَن قَصدٍ وَأَنا سائِرٌ على الشَّاطِئ، وَهوَ يَعمَلُ بِكَدٍّ وَتَعَب، أَمضي لِأَلتَقي بِكَ حَيثُ أَنتَ غارِقٌ بِمَشاغِلِكَ الَّتي تُلهيكَ بِكَثيرٍ مِنَ المـَرَّاتِ عَن نَفسِكَ وَعَنِّي. أَمضي إِلَيكَ، لِكَي أَفتَحَ لَكَ آفاقًا جَديدَة، فَعالَمُكَ لا يُحصَرُ بِعائِلَةٍ وَمَركَبٍ وَصَيدٍ وَشِباكٍ وَشاطِئ، إِنَّما مَعي هُوَ أَبعَدُ جِدًّا مِمَّا تَراهُ عَينَي جَسَدِكَ، هوَ يَعني ما يَصبو إِلَيهِ بِعُمقٍ قَلبُكَ. قَد قُلتُ لَكَ هُنا لِماذا أَنا أَدعوكَ مَعَ أَندراوُس، فَعَلَيكَ أَنتَ بِحُرِّيَّتِكَ أَن تَتَأَمَّلَ، وَتُفَكِّرَ لِتَختارَ النَّصيبَ الأَفضَل. دَعوَتي لَكَ مِلؤها الحُبُّ، وَقِوامُها الخَير، وَفي عَيشِها السَّلامُ وَالفَرَح. يَكفيكَ أَن تَسمَحَ لِعَينَيكَ النَّظَرَ في عَينَيَّ، يَكفيكَ أَن تُحَرِّرَ قَلبَكَ مِن مَخاوِفِ أَسرِ حُرِّيَّتِكَ، لِتَعرِفَ قُوَّةَ حُبِّي لَكَ.
إِنَّ اللِّقاءَ الَّذي يُصبِحُ في حَدِّ ذاتِهِ فاصِلَةً ما بَينَ ماضٍ وَمُستَقبَل، وَنِقطَةً لِبِدايَةٍ جَديدَة، يَكشِفُ عَن تَلاقٍ حَقيقيّ لِحُرِيَّتَينِ وَلِشَخصِيَّتَينِ وَلإِسمَينِ مُتَمايِزَين وَمُتَشابِهَين وَمُتَّحِدَينِ بِقُوَّةِ الرُّوح القُدُس. لا نَستَطيعُ الحُكمَ على هَكذا لِقاءاتٍ إِلَّا عَن طَريقِ دَيمومَة وَتَطَوُّر العلاقَة، والنُّمُوّ في الخَيرِ وَالحُرّيّة وَالحُبّ. يَجدُرُ بِنا أَن نَهتَمَّ كَثيرًا في كَيفِيَّةِ عَيشِ لِقاءاتِنا مَعَ بَعضِنا البَعض، وَالعَمَلِ عَلى التَّحَرُّرِ مِن إِنطِباعاتٍ وَمَشاعِرَ وَأَفكارٍ أَصبَحَت فينا عامِلًا رَفضًا لِعَيشِ المـَحَبَّة بِسَبَبِ ثِقلِها. يُفَضَّلُ أَن نَتَعَلَّمَ مِن كُلِّ لِقاءاتِنا الإِيجابِيَّةِ مِنها وَالسَّلبِيَة، لِكَي نَستَفيدَ مِن غَمرَةِ اللِّقاءِ الَّذي عِوَضًا مِن أَن يَنتَهي بَعدَ الفُراق، يَبدَأُ مِن جَديدٍ بِشَكلٍ آخَر وَفقًا لِروحِ الرَّبّ وَقَد يَعني أَيضًا الأَبَدِيَّة
.رَبِّي يَسوع، كَم أَنتَ جَميلٌ وَرائِعٌ وَطَيِّبٌ! إِلى أَيِّ حَدٍّ كَلِمَتُكَ كَسَيفٍ ذو حَدَّينِ، تَصِلُ إِلى العُمقِ لِتَفصِلَ بَينَ النَّفسِ وَالرُّوح؛ أَنتَ فاحِصُ الكِلى وَالقُلوب؟! فَليَكُن وَقعُ لِقائِكَ بي مِثلَما كانَ عَلى أَندراوُسَ الَّذي اختَرتَهُ لِكَي يَتبَعَكَ، فَأَصبَحَ لَكَ تِلميذًا وَرَسولًا شاهِدًا وَشَهيدًا. أَرجوكَ رَبِّي كَثِّف إِنطِباعَكَ فِيَّ كيما أُشبِهَكَ، آمين
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!