موقع Allah Mahabba – مقصد ثورة الآب
لَقَد أرادَها إشعاعَ نِعمَةِ الألوهَةِ في البَشَرِيَّةِ التائِقَةِ الى خَلاصٍ.
وَكأرزِ لبنانَ شَمَخَ بِها الى ذُرى الأعاليَ، فَحَمَلَتِ الإبنَ-الكَلِمَةَ، وَكانَت هيَ النشيدَ: “شَتَّتَ المُتَكَبِّرينَ في قُلوبِهِم. حَطَّ الأقوياءَ عَنِ العُروشِ وَرَفَعَ الوضَعاءِ. أشبَعَ الجِياعَ مِنَ الخَيراتِ والأغنياءَ صَرَفَهُم فارِغينَ.”
هوَ الَذي كَلَّلَها بالشَمسِ، إستَبَقَتهُ ثَلاثاً:
بِلُغَتِها، أنشَدَت تَطويباتِهِ-الشُرعَةَ: المَساكينُ يَرِثونَ الأرضَ، وَفاعِلو السَلامِ أبناءَ القَديرِ يُدعَونَ.
بِتواضُعِها، كَرَّسَت سُلطانَهُ المَسيحانِيَّ: الحُبُّ طَريقاً لِمَلَكوتِ السَماواتِ.
بِنُبلِها، مَسَحت مَقصِدَهُ بَينَ بَني البَشَرِ: هوَ هَيكَلُ العِبادَةِ الجديدة، ثَورَةُ الآبِ على سُلطانِ هذا العالَمِ، فيهِ يولَدُ بَنو الإنسانِ مِن جَديدٍ، وَمِن رَحمَتِهِ تأتي ساعَةُ آيَتِهِ العُظمى: البَشَرِيَّةُ المُفتَداةُ بِدَمِهِ.
أجَل! في بَدءِ البَدءِ، الآبُ صَرَخَ بِها: أيَّتُها المُمتَلِئَةُ نِعمَةً… هَذا إبنُكِ الحَبيبُ!
وَفي بُلوغِ تِتميمِ إرادَةِ الإبنِ صَرَخَ لَها الكَلِمَةُ-الإبنُ مِن عَلياءِ فِدائِهِ: يا إمرأةً… هَؤلاءِ ابناؤكِ، الثابِتونَ فِيَّ، واقِفونَ مَعَكَ ها هُنا، عَلى جُلجُلاتِ العالِمِ، حَيثُما أرتَفِعُ لِلقَضاءِ على كُلِّ مَوتٍ بالمَوتِ… هُمُ سَيَستَقبِلونَكِ في خاصَّتِهِم، في رِباطِ الإيمانِ بيَ…، فأرفَعَ عَينَيَّ الى الآبِ، لِتَختَتِمَ كَلِمَتي إنتِظاراتِهِ: “لَقَد تَمَّ!”
فَيا أيَّتُها الأمومَةُ-البَتولُ التي فيها تَحقيقُ تَدبيرِ الآبِ، الآتي بِثِمارٍ وافِرَةٍ، إجعَلينا، مَعَكِ، نُنشِدُ كَلِمَةَ وِحدَةِ الحَياةِ، فَنُظهِرَ لِبابِلَ تَشَرذُمِ الحُضورِ، أنَّنا، مِن جيلٍ الى جيلٍ، كَلِمَةُ إبنِكِ-الطَريقَ التي بِها يَتِمُّ خَلاصُ المُضجَعينَ في بَرَاثِنِ المَوتِ.
وَيا تَجَلِّيَ الخَليقَةِ الجَديدَةِ، بِفَيضِ عَنصَرَةِ الروحِ، أعطِنا أن نُحَلِّقَ بِحُرِيَّةٍ، صَوبَ ساعَةِ الآبِ فينا، فَنُقَدِّمَ لَهُ فَرَحَنا عَطاءً مِنهُ إلينا، وَلَهُ مِنَّا، لِنرى أنَّ كُلَّهُ حَسَنٌ جِدَّاً.
أيَّتُها المُستَبِقَةُ مَواعيدَ الإبنِ لِلحياةِ الأبَدِيَّةِ بالآبِ، بارِكي إستِعجالَ إحتِفالِنا بِنَفَحاتِ الروحِ لِنَكونَ بَواكيرَ العَهدِ الجِديدِ، بِها تَضطَرِمُ ثَورَةُ الآبِ وَتُقيمُ في قَلبِ الأرضِ الجَديدَةِ والسَماءِ الجَديدَةِ، سَبيلاً الى ما لا نِهايَةَ، وَقد غَدَونا بِكِ مُمتَلِئينَ بِنِعمَتِهِ لِنَهتِفَ بَكَلِمَتِكِ: “…فَليَكُن لَنا بِحَسَبِ قَولِكَ!”
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “مقصد ثورة الآب”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!