تابعونا على صفحاتنا

مقالات

بعد ثمانية أيَّام

provided by: ar.kingdomsalvation.org

موقع Allah Mahabba – بعد ثمانية أيَّام

ألمسيح قام حقًا قام. عبارة تتردد في زمن القيامة. عبارة تُجوّل ألسنتنا، تُجدّد قلوبنا، تُنير أفكارنا. ثمانية أيام مضت على حدث القيامة. ثمانية أيَّام منحها يسوع لتلاميذه ليعيدوا قراءة اختبارهم معه على ضوء حدث القيامة: دعوته لهم، كلماته لهم وللجموع، اتباعهم له من مدينة إلى أخرى، أضف إلى ذلك أحداث الإرتدادات، والشفاءات، وإختبار الصلب والقيامة.

يسوع هو محور حدث القيامة. القيامة ليست دعوة إلى اتباع شرائع وضعها القائم من بين  الأموات. القيامة هي دعوة للإيمان بشخص يسوع الناصري، إبن الله الحيّ. التلاميذ لم يقولوا لأحد “يجب أن تؤمن” بل أعلنوا لهم البشرى السارّة: “يسوع مات وقام من بين الأموات”. هذا الإعلان حثَّ الكثيرين على الدخول بعلاقة مع القائم من بين الأموات. يسوع مات على الصليب، ثمَّ قام من بين الأموات وهو حيّ. عندما تصلّي يسمع صلاتك، يرى عيونك، ويشعر بآلامك ويحمل صليبك معك. يسوع يعرفك لأنّك خُلقت على صورته.

الإيمان هو دخول بعلاقة مع الإله الحيّ. الإيمان فعل ثقة بحب الله وحضوره في حياة الإنسان وتاريخ الإنسانيَّة. هذه العلاقة تمنح المؤمن وجهًا من حجر صلبًا في مواجهة الصعاب، وقلبًا من لحمٍ ودم يحنو ويقبّل أقدام الخاطئين. هذه العلاقة تحول المؤمن إلى حمل متسلحًا بحكمة الله المتشبّعة من حبِّه ورحمته وعدله.  

الإيمان صداقة. بين يسوع والتلاميذ صداقة استمرت حتّى بعد حدث الموت والقيامة. استعمل الإنجيليين ألقاب تكشف هويّة يسوع الإلهيَّة والنبويّة والملوكيَّة والكهنوتيَّة، إلّا أنّهم ابتعدوا عن ألقاب التفخيم، فيوحنَّا مثلًا يقول ببساطة “قال له يسوع” ، إذ إنَّه عرف يسوع ليس فقط كإله بل أيضًا كصديق. الإيمان بيسوع لايُخضع الإنسان لسلطان الله كما يخضع العبد لسيّده. الإيمان لا يسلب من الإنسان حريّته بل يعتق الإنسان، ويُعيد إليه حريَّته. الإيمان بالمنتصر على الموت، تجعل من العبد إبنًا، وصديقًا لله. الإيمان هو عيش لحظات الحياة مع يسوع، بقوّة الروح ولمجد لله، الذي فيه وحده يتمجّد الإنسان.

الإيمان بالقائم يحوّل ألسنتنا. تغدو كلماتنا قياميّة، شبيهة بكلمات القائم، الذي أقام مريم المجدليّة من حياة السوء، وأقام زكّا العشّار عن كرسي الجباية، وتوما من هوّة الشكّ. 

الإيمان بالقائم يُجدّد قلوبنا. فتمنحه الشجاعة والرجاء، وتزيل الخوف، والتردّد من قلب الإنسان.

الإيمان بقيامة يسوع يُنير عقولنا. إذ نعقل (نفهم) أحداث التاريخ وأحداث حياتنا على ضوء حدث القيامة. فنُعلن ونشهد أنّ المسيح حقًّا قام.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/allahmahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “بعد ثمانية أيَّام”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام!

Avatar photo

الخوري شربل شدياق

كاهن في أبرشيّة بيروت المارونيّة.