تابعونا على صفحاتنا

مقالات

الرجاء لبّ السينودس وجوهره

الرجاء لبّ السينودس

موقع Allah Mahabba – الرجاء لبّ السينودس وجوهره

الرجاء ليس تفاؤلًا هشًّا! رجاء المؤمن يجد نبعه في الله تعالى، لا يمكننا أن نرجوَ إلَّا ضمن قاعدة ترتبط به وتنفتح على  حضوره. الرجاء هو نضالٌ مستمرٌّ، وفي هذه المواجهة لا يمكننا إلَّا أن نستعملَ أسلحة الصلاة والصمت وكلمة الله والإيمان.  من الواجب أن يعمل عدد كبير من الرجال والنساء أصحاب الارادة القويَّة المغمسة بطاقة روحيَّة من أجل تسطير ملامح التغيير الحقيقيَّة زارعين من حولهم بذار الأخوَّة والحقيقة، بذار الحب والسلام. نعم الرجاء هو مواجهة صعبة وقاسِيَة، نضع خلالها ثقتنا بمواعيد المسيح متَّكلين، لا على قوَّتنا بل على تدخُّل وحضور نعمة الروح القدس. هذه الفضيلة هي التي تؤسّس وتدعم ثقتنا. المسيح هو المنتصر وعلينا ألَّا نشكَّ بقوَّته وهو القائل لنا “أنا غلبت العالم”. على الكنيسة أن تبقى هادئة ومطمئنَّة أمام كلّ القوى التي تحاول إزاحتها عن قواعدها وركائزها لأنَّ رجاءنا يستند إلى رحمة الله اللَّامحدودة. إنَّ ملكوت الله لا يتحقَّق بالقوَّة والعنف والسلطان، إن الملكوتَ يستند إلى التضحية بالذات، إلى الحبّ الأقْصى الذي يبذل نفسه عن أحبَّائه وحتى أعدائه. إن الرجاء الحقيقيَّ الطالع من الإيمان الراسخ يسمح لنا بأنْ نبقى دائمًا يقظين ومدركين مواطن ضعفنا. في رسالته الحبريَّة Redemptoris missio   (رسالة الفادي) يقول قداسة البابا يوحنا بولس الثاني “التجربة حاضرة في اختصار المسيحيَّة وجعلها حكمة بشريَّة خالصة، أو بتعبير آخر، طريقة عَيْش فضلى. وفي عالم خاضع للعلمنة، يبدو أنَّ هناك أيضًا علمنة متدرجة للخلاص، لهذا نقاتل من أجل إنسان أبقيْناه فقط عند حدوده الأفقيَّة. نحن نعرف أنَّ المسيح جاء حاملًا الخلاص الحقيقيَّ الذي يطال الإنسان ليطلَّ به على أفق أفضل ويُدخله في مسار التبنّي الإلهي أو بمعنى آخر تأليهه”.

إنَّ الله بذاته هو مَنْ يروي عطشنا إلى السعادة، الرجاء المسيحي يسند رغبتنا صوب الله … ويوسّع حدود قلبنا ويحفظنا من كلّ شكّ وضعف وخوف. إنَّ رجاءنا يجد نبعه أيضًا في الافخاريستيا، كلّ مرَّة نتقرَّب فيها من القربان المقدَّس يتحقَّق فينا الكثير من خيور السماء. في الافخاريستيا نتذوَّق الله ونتألّه به. لهذا السبب، تصبح كلُّ ليتورجيَّة نبع فرح وحياة لأنَّ هذه الأخيرة تدخلنا في حياة الله. يقول Romano Guardini “الليتورجيا تضمن للروح البشريَّة حريَّتها وحركتها الروحيَّة، وهكذا تقدّم لنا ما يناقض البربريَّة”. وبالاتّجاه ذاته يؤكّد البابا بندكتس السادس عشر Benoit XVI بأنَّ “التجدّد الحقيقيّ لليتورجيا هو شرط أساسيّ لتجدّد الكنيسة”، إنَّ الليتورجيا تقيس رغبتنا بالله وبالسماء ومن دون هذه الأخيرة يتوقّف نبض حياتنا المسيحيَّة.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/allahmahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “الرجاء لبّ السينودس وجوهره”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام!