موقع Allah Mahabba – الحقّ أقول لك: ستكون اليوم معي في الفردوس
مِن مَحكَمَةِ بيلاطس خَرَجوا جَميعاً إليكَ، مِن لاعَدالَةِ قوانينهم العَتيقَةِ… رُعاعٌ يَشهدوا أنَّكَ على الصَليبِ مِوتاً سَتَموت. هُم مِنكَ يَسخَرونَ، وَلَكَ يَشتُمونَ. وبالقُربِ، نِساءٌ يَبكينَ، عَليكَ وَعَلى نُفوسِهِنَّ، على نَسلِهِنَّ الذي يَتبارى بالظُلمِ يَسقُطَ عَليهِم كالتِلالِ، فَيَعلو الشَوكُ مَذابِحَهُم، وقد نَصَّبوا أنفُسَهم آلِهَةٌ بِيَدِهِم سُلطانُ الحَياةِ والمَوتِ، يُجازونَ الصِديِّقَ الذي كأرزِ لُبنانَ يَنمو، ويُعلونَ الشِرِّيرَ حاكِمَهُم والشَرَّ حِكمَتَهُم.
وأنتَ مَرفوعٌ بَينَ لِصَّينِ، شَقيَّينِ، رَفيقَي عَذابٍ، فاعِلي سُؤٍ. أما أنتَ مسيحُ اللهِ، أُحصِيتَ مَعَ العُصاةِ، وما أقتَرَفتَ جُرماً… سوى أنَّكَ الى بَني الإنسانِ أُرسِلتَ لِكي تُخَلِّصَهُم مَنَ الشَرِّ والخَطيئةِ…
- “مِنَ المَوتِ، نَجِّ نَفسَكَ وإيَّانا!”
ها بَنو الإنسانِ غَرقى، في التَجديفِ المُتَمَلِّقِ غَرقى، في خُبث الرياء غَرقى، الى المُنتهى.
وَحدُهُ، لِصٌّ صاحَ بِرَفيقِهِ: “أما تَخشى الله، وأنتَ تُقاسي وَإيَّاهُ الحُكمَ ذاتَهُ؟ كِلانا بِعَدلٍ، أمَّا هو فَما فَعَلَ شَيئاً.” هو يُقاسي المَوتَ ظُلماً بَشَريَّاً.
هوذا لِصٌّ، وَحيدٌ، كَما الحَقِّ السَليبِ، يَبلُغُ ذُروَةَ الهُنّيهّةِ في المَوتِ: لا لِلَعنَةِ بِل لِلشَهادَةِ لِمَخافَةِ مَن هو سَيِّدُ الحَياة لا ربّ التَهلِكَةِ. هُنَيهَةُ اليَقينِ، وَدُعاؤها: “أُذكُرني”… في التَذَكُّرِ لا نِسيان. في النِسيانِ المَوتُ، امَّا في التَذَكُّرِ فَليَ الحَياةُ: مَعَكَ وَفيكَ، وَبِكَ.
فَيا أيُّها المانِحُ الحَياةَ مِنَ المَوتِ، إقبَل تَوبةَ شَقائي، وأسمِعني مَهابَةَ وَعدِكَ: “الحَقَّ أقولُ لَكَ”. بِها أستأذِنُ مَنكَ سَرِقَةَ كَفالَتِكَ الشَخصيَّة لي أن أكونَ مَعَكَ في الفِردَوسِ.
ويا مَلِكي، وَما حاجَتي بَعدُ الى بَراهينَ، ألا دَشِّن مَلَكوتِكَ بي، فلا أبقى خارِجاً عَنهُ بِشقائي. لَكَ فِصحي، عُبوري إليكَ بِموتي، لِحياتِكَ فِيَّ.
يا مَن أنتَ عَطيِّتي يَومَ أبلُغُ نِهايَتي، إنتَشِلني مِن مَثوى الأمواتِ ومَملَكَةِ ظِلالِهِ، وَثَبِّت إتِّضاعي في مَجدِ مِلكُوتِكَ، لُأقضيهِ ناشِراً سُطوعَ أنوارِكَ التي بِها تُحَرِّرُ كُلُّ مَن دَعوَتُهُ الإتِّحادُ بِكَ لا ظُلمَةُ الأرضِ كُلِّها.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/allahmahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “الحقّ أقول لك: ستكون اليوم معي في الفردوس”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام!
