تابعونا على صفحاتنا

مقالات

الى من نذهب وكلام الحياة الأبديّة عندك؟

الى من نذهب

موقع Allah Mahabba – الى من نذهب وكلام الحياة الأبديّة عندك؟

كانَ ذَلِكَ الجَواب-الصَخرة، يَقظة الدُهور، سؤالاً على سؤالِهِ: ألَعَلَّكُم أنتُم أيضاً تُريدونَ أن تَمضوا؟ وعَلَيهِ سَنَرفَعُ إيمانَنا بِهِ، المَوسومَ بِخَتمِ دَمِهِ.

لا! أنتَ لستَ لَنا بِغِريبٍ سَماويٍّ، ونَحن لكَ لَسنا بأرضييِّن عادييِّن. تَجتَذِبُنا إليكَ، بأسرِنا، مَرفوعاً بَينَ الأرضِ والسَماء، بَينَ الراهِنِ والحَتميِّ والأبَديِّ. وها هُنا، في هَذِهِ اللحظَة-المَكان، نُقَدِّمُها لَكَ ذَبيحَةً، هَذِه ال”نَعَم” مِنّا الطالِعَةُ تأكيدأ قاطِعاً. بِهِ نَقتَدي بِكَ، لِنَصيركَ: أنتَ-نَحنُ كَلِمة، أنتَ-نَحنُ جَسَداً، أنتَ-نَحنُ خُبزَ حَياةٍ.

يا لِسِرِّ إدراكِنا لِحَقيقَتِكَ وَحَقيقَتِنا النابِعَةِ مَنكَ: نَتَجَذَّرُ فيكَ فيما نَحنُ في الطريق إليكَ، فإذ أنتَ فينا زاخِراً ونَحنُ فيكَ رُسوخاً، لا في صَحراءَ ولا في واحَةٍ، بل يُنبوعاً يَتَفَجَّرُ حَياةً.

وأيُّ حَياةٍ؟ تِلكَ التي لَيسَ فيها إستِسلامٌ لِسُدولِ مَوتٍ ولا لِصَخَبِ وِحشَةٍ. مُبتغاها أنَّها أبَديَّة. تَقولُ لَها: “كوني!” فَنَكونُ نَحنُ فيها، لأنَّكَ أنتَ وَحدَكَ موجِدُها، بِلا حُدودٍ. أنتَ وَحدَكَ مُعطيها، بِلا إستِحالَةٍ. شُعلَةٌ هي ذاتُكَ التي غَدَت ذاتَنا المُفعَمَةُ مِن سَحيقِ مَواضيها، وما فيها مِن أضاليلَ ومُعضِلاتٍ وأكاليلَ أشواكٍ.

أمُحدِثَةٌ هيَ؟ قُل مَعَنا: أبَداً خَلاَّقة!

فَيا مَن جَلَّلَنا بِكُلومِ حُبِّهِ، وعَبَر بِنا مِن مَقاييسِنا المُتهالِكَة طَوعاً بالزائِلِ والباطِلِ والمُندَثِرِ، تَعَهَّد عُبورَنا إليكَ، إكتمالاً في سَخائِكَ لَكَي نَبلُغَ فيكَ وبِكَ الى طَهارَةِ بِدايَتِنا، تِلكَ التي مَنَحتَنا إيّاها قَبل سُقوطِنا في مَحدوديَّاتِنا.

ويا أيُّها المانِحُ في الإستحالَةِ إتِّحادَنا بَكَ، أكمِلنا إحتِداماً فيك، فلا نَذوي بإبتعادٍ، ولا نَذبُلُ في هُروبٍ، ولا نَغورُ في ظُلُماتٍ، بل نتأجَّجُ في الأعماقِ التي إلَيها تَدعونا، وقد تَطَهَّرنا مِن شَقائِنا، ومِن جِراحِكَ شُفينا. 

يا مَن هو زادُنا نَذودُ بِهِ عَن كلِّ يَومٍ الى اليَومِ الأخيرِ، أسلِمنا الى عِنايَةِ أبَدِيَّتِكَ، كَلاماً لَيس فيهِ قَطيعة بَين الأرضِ والسماءِ، بَل هو سَماؤكَ في بَدئِها مِن أرضِنا، جودَ حَياتِنا فيكَ وبِكَ ولَكَ.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/allahmahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “الى من نذهب وكلام الحياة الأبديّة عندك؟”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام!

ناجي قزيلي - Naji Kozaily

د. ناجي قزيلي

استاذ جامعي
خبير في شؤون الكرسي الرسولي