تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

جمعة أُسبوع الأَوّل من الصّوم الكبير

موقع Allah Mahabba  جمعة أُسبوع الأَوّل من الصّوم الكبير

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل تسالونيقي 3: 6 – 14

يا إخوَتِي، نُوصِيكُم، بِٱسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ سُلُوكًا مُقْلِقًا، مُخَالِفًا لِلتَّقْليدِ الَّذي تَلَقَّيْتُمُوهُ مِنَّا.

فَأَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ تَقْتَدُوا بِنَا، لأَنَّنَا لَمْ نَكُنْ بيْنَكُم مُقْلِقِين،

ولا أَكَلْنَا الخُبْزَ مَجَّانًا مِنْ أَحَد، بَلْ كُنَّا نَعْمَلُ بِتَعَبٍ وكَدّ، لَيْلَ نَهَار، لِئَلاَّ نُثَقِّلَ عَلى أَحدٍ مِنْكُم،

لا لأَنَّهُ لَيْسَ لنا سُلْطَان، بَلْ لِكَي نُعْطِيَكُم أَنْفُسَنَا مِثَالاً لِتَقْتَدُوا بِنَا.

فإِنَّنَا، لَمَّا كُنَّا عِنْدَكُم، كُنَّا نُوصِيكُم بِهذَا: إِذا كَانَ أَحدٌ لا يُرِيدُ أَنْ يَعْمَل، فعَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ لا يَأْكُل!

وقَدْ سَمِعْنَا أَنَّ بَعضًا مِنُكم يَسْلُكُونَ سُلُوكًا مُقْلِقًا، ولا يَعْمَلُونَ شَيئًا، لكِنَّهُم يَعْمَلُونَ مَا لا يَعْنِيهِم.

فَنُوصِي أَمثَالَ هؤُلاء، ونُنَاشِدُهُم في الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح، أَنْ يَعْمَلُوا بِهُدُوءٍ ويَأْكُلُوا خُبْزَهُم.

أَمَّا أَنْتُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا تَمَلُّوا عَمَلَ الخَير.

وإِنْ كانَ أَحَدٌ لا يُطِيعُ كَلِمَتَنَا في هذهِ الرِّسَالة، فلاحِظُوهُ ولا تُخَالِطُوه، لَعَلَّهُ يَخْجَل!

إنجيل القدّيس متّى 7: 13 – 27

قالَ الربُّ يَسوع: «أُدْخُلُوا مِنَ البَابِ الضَّيِّق: لأَنَّهُ وَاسِعٌ البَاب ورَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذي يُؤَدِّي إِلى الهَلاك، وكَثِيرُون هُمُ الَّذينَ يَدْخُلُون مِنْهُ؛

ومَا أَضْيَقَ البَابَ وأَحْرَجَ الطَّرِيقَ الَّذي يُؤَدِّي إِلى الحَيَاة، وقَلِيلُونَ هُمُ الَّذينَ يَجِدُونَهُ.

إِحْذَرُوا الأَنْبِيَاءَ الكَذَبةَ الَّذينَ يَأْتُونَكُم بِلِبَاسِ الحُمْلان، وهُمْ في بَاطنِهِم ذِئَابٌ خَاطِفَة.

مِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم: هَلْ يُجْنَى مِنَ الشَّوْكِ عِنَب، أَو مِنَ العَوْسَجِ تِين؟

هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ صَالِحَةٍ تُثْمِرُ ثِمَارًا جَيِّدَة. أَمَّا الشَّجَرَةُ الفَاسِدَةُ فَتُثْمِرُ ثِمَارًا رَدِيئَة.

لا تَقْدِرُ شَجَرَةٌ صَالِحَةٌ أَنْ تُثْمِرَ ثِمَارًا رَدِيئَة، ولا شَجَرَةٌ فَاسِدَةٌ أَنْ تُثْمِرَ ثِمَارًا جَيِّدَة.

كُلُّ شَجَرَةٍ لا تُثْمِرُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وتُلْقَى في النَّار.

فَمِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم.

لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لي: يَا رَبّ، يَا رَبّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوات، بَلْ مَنْ يَعْمَلُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذي في السَّمَاوَات.

كَثِيرُون سَيَقُولُونَ لي في ذلِكَ اليَوْم: يَا رَبّ، يَا رَبّ! أَمَا بِٱسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وبِٱسْمِكَ أَخْرَجْنا الشَّيَاطِين، وبِٱسْمِكَ عَمِلْنَا كَثيرًا مِنَ الأَعْمَالِ القَدِيرَة؟

فَحِينَئِذٍ أُعْلِنُ لَهُم: مَا عَرَفْتُكُمُ البَتَّة. إِبْتَعِدُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْم!

فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالي هذِهِ، ويَعْمَلُ بِهَا، يُشْبِهُ رَجُلاً حَكِيْمًا بَنَى بَيْتَهُ عَلى الصَّخْرَة.

وهَطَلَتِ الأَمْطَار، وفَاضَتِ الأَنْهَار، وعَصَفَتِ الرِّيَاح، وصَدَمَتْ ذلِكَ البَيْت، فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّ أَسَاسَهُ بُنِيَ عَلى الصَّخْرَة.

وكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالي هذِهِ، ولا يَعْمَلُ بِهَا، يُشْبِهُ رَجُلاً جَاهِلاً بَنَى بَيْتَهُ عَلى الرَّمْل.

وهَطَلَتِ الأَمْطَار، وجَرَتِ الأَنْهَار، وعَصَفَتِ الرِّيَاح، وصَدَمَتْ ذلِكَ البَيْت، فَسَقَط، وكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيْمًا.»

التأمّل

”مِن ثِمارِهِم تَعرِفونَهُم“

مَن مِنَّا لا يَتَأَثَّرُ بِتَصَرُّفاتِ الآخَرينَ تِجاهَهُ، إِن كانَ بِإِيجابِيَّتِها أَم بِسَلبِيَّتِها؟ كُلُّنا نَتَأَثَّر، لِأَنَّنا في طَبيعَتِنا عَلائِقِيّينَ، وَبالتَّالي لَيسَ مِنَ المـُستَطاعِ أَن نَكونَ خارِجَ دائِرَةِ التَّأَثُّرِ الفاعِل، وَلَكِن إِذا كانَ لَنا مِنَ النُّضجِ الفِكريّ وَالعاطِفِيّ وَالرُّوحيّ يُمكِنُنا أَن نَخرُجَ مِن رَدَّاتِ الفِعلِ الجانِبِيَّة، عَن طَريقِ إِرادَتِنا المـُصقَلَة وَالمـُتَمَرِّسَة على الإِتِّزان. في حَياتِنا، يَكونُ لَنا مَوقِفٌ رافِض، لِتَصَرُّفاتٍ ثِمارُها سَيّئَةً إِذا لَم تَكُن شِرّيرَة، وأَمامَ هَذِهِ التَّصَرُّفات، لا يُمكِنُنا إِلّا أَن نَغضَبَ وَنَسخَط، لِكَونِها مِن جِهَةٍ تَخرُجُ عَن الأَدَبِيَّاتِ وَالأَخلاقِيَّاتِ العامَّة، وَمِن جِهَةٍ أُخرى تَكونُ أَزِيَّتُها طَويلَةَ الأَمَدّ وَجارِحَة، وَعَلى هَذِهِ عَلَينا أَن لا نُبادِلَ الشَّرَّ بِالشَّرّ، وَلا أَن نُساوِمَ على كُلّ ما هوَ صالِحٌ وَخَير، فَنحنُ نَحتاجُ لِلفِطنَةِ وَلِلحِكمَةِ مِن روحِ اللهِ القُدُّوس مَعَ كُلِّ ظَرفٍ وَحَدَثٍ وَمَوقِف. مِن خِلالِ مَواقِفِ الرَّبَّ يَسوع تُجاهَ إِنسانِيَّتِنا الضَّعيفَة، نَتَعَلَّمُ الفَصلَ ما بَينَ الفِعلِ وَنَتيجَتَهُ وَالفاعِلِ الَّذي حَقَّقَهُ، لِأَنَّ كَرامَتَنا لا تَتَّصِلُ بِأَعمالِنا إِنَّما بِكَينونَتِنا.

يَا بُنَيَّ، الحَياةُ مَدرَسَةٌ تَعَلَّم مِن خُبُراتِكَ فيها، وَلا تَدَع شَيئًا، خَبَرًا، حَدَثًا يَمُرُّ مِن دونِ أَخذِ العِبَرِ لِنُمُوِّكَ. لَو لَم أَنظُر إِلى تَصَرُّفاتِ النَّاسِ وَأَقوالِهِم وَالتِزاماتِهِم وَأَينَ هُم مِن قَناعاتِهِم الَّتي يُعلِنوها وَنَواياهُم الَّتي يَتَباهَونَ أَنَّها خَيرٌ، وَيَعودونَ إِلى صُنعِ الشَّرِّ وَالسُّوءِ، لَما حَذَّرتُكَ مِن هذا الرّياءِ لِتَمقُتَهُ أَوَّلًا بِشَخصِكَ. تَعَلَّم كَيفَ تَكونُ مُستَقيماً وأَنتَ تَسعى للإقتِداءِ بي. لا تَظُنَّنَ أَنَّ الثِّمارَ هيَ الأَعمالُ بِبُعدِ التَّصَرُّف، فَهَذِهِ باستِطاعَةِ المـُرائيّ أَن يُقَنِّعَها، وَيُبَرِّرَها، إِنَّما هِيَ في نَهجِ الحَياةِ المـُتَّبَع. لا يَستَطيعُ المـُستَقيمُ أَن يَلتَوِيَ، فيما الَّذي يَعرِفُ الإِلتِواءَ يَأخُذُ إِلى حينٍ شَكلًا مِنَ الإِستِقامَةِ فَيَكونُ مُزَيَّفاً. أَنتَ مَدعو لِـتَكونَ أَنتَ لا آخَر، وَبِالتَّالي الثَّمَرَ المـَطلوبُ مِنكَ لَيسَت كَثرَةُ الأَعمالِ، وَكَثرَةُ الإِنتِاجِ، إِنَّما أَن تَكونَ فاضِلًا بِصَفاءِ فِكرِكَ، وَنَقاوَةِ قَلبِكَ، وَحُسنِ نَواياكَ، وَعِندَئِذٍ كُلّ ما تَصنَعهُ وَإِن لَم يَكُن كامِلًا وَلَم يَبلُغ قِمَّةَ النَّجاح، فَهوَ يَكونُ صالِحًا، لِأَنَّكَ بِمخافَتِكَ للهِ، طَلَبتَ الخَيرَ أَولًا وَرَغِبتَ بِهِ. وَأَنتَ بِحَذَرٍ مِنَ النَّاسِ، كُن واثِقًا بِنِعمَتي الَّتي تُحَوِّلُ كُلَّ شَرٍّ إِلى خَيرٍ، متَى وُجِدَ الإِيمانِ بِنِيَّةٍ صادِقَةٍ تُحِبُّ الخَيرَ وَتُريدَهُ.

في تَأَمُّلِنا لِكَلِمَةِ الله، نَكتَشِفُ كَيفَ يَجمَعُ الرَّبَّ يَسوع في تَعليمِهِ، ما بَينَ الظَّاهِرِ وَالباطِن، وَيُمَيِّز بَينَهُما، مِن جِهَةٍ يَقول: “يَأتونَكُم بِلِباسِ الحُملان، وَهُم في باطِنِهِم ذِئابٌ خاطِفَة”، وَمِن جِهَةٍ أُخرى يَقولُ: “لا تَقدِرُ شَجَرَةٌ صالِحَةٌ أَن تُثمِرَ ثِمارًا رَديئَة”. إِنَّهُ يُنَبِّهُنا لِئَلَّا نُؤخَذَ بِالمـَظاهِرِ الجَميلَةِ وَالخادِعَة، وَيَحُثُّنا عَلى تَمييزِ الثِّمار، فهوَ يَرمي لا فَقَط إِن تَمحيصِ نَتائِجِ الأَعمال، بَل إِلى الخُلُقِيَّةِ وَالدَّوافِعِ الَّتي أَدَّت إِلَيها. مِنَ المـُمكِن جِدّاً أَن يُصنَعَ خَيرٌ، وَلَكِنَّ الهَدَفَ الأَخيرَ مِنهُ هوَ الشَّرّ، أَمَّا إِذا كانَت النَّوايا الخُلُقِيَّةِ مُستَقيمَةً، فَالغايَةُ النِّهائِيَّة تَرمي إِلى خَيرٍ أَكبَر. سَهلٌ على الإِنسان أَن يَرتَدي قِناعًا، وَلَكِنَّهُ لَيسَ باستِطاعَتِهِ البَقاءَ عَلَيهِ للأَبَد. لا تَكُن مِمَّن يَتَهَوَّرونَ بَل مِمَّن يُمَيِّزون.

رَبّي يَسوع، أَنتَ المـُعَلِّمُ الإِلَهيّ، الَّذي تُريدُني أَن أُتقِنَ دُروسَ الحَياةِ فَأَكونَ عَلى مِثالِكَ حَكيمًا بِتَتَلمُذي لَكَ. تُريدُني أَن أَختارَ الخَيرَ الَّذي هُوَ مَحَبَّتُكَ الكامِلَة، وَأَن أَعتَنِقَهُ مِن خِلالِ عَيشي لِإِنجيلِكَ الَّذي يَبقى لي حَقٌّ وَروحٌ وَحَياة، فَيا ثَمرَةَ أَحشاءِ مَريَم الخارِجِ مِن لَدُنِ الآب، هَبني ثِمارَ روحِكَ، فَأُصلَحَ وَأَتَقَدَّسَ، لِأُثمِرَ صَلاحًا، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة جمعة أُسبوع الأَوّل من الصّوم الكبير”مِن ثِمارِهِم تَعرِفونَهُم“ لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!