موقع Allah Mahabba خميس أسبوع تذكار المـوتى المـُؤمنين
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل تسالونيقي 2: 13 – 17. 3: 1 – 5
يا إِخوَتي، يَجِبُ أَنْ نَشْكُرَ اللهَ دائِمًا مِن أَجْلِكُم، أَيُّهَا الإِخوة، أَحِبَّاءُ الرَّبّ، لأَنَّ اللهَ ٱخْتَارَكُم بَاكُورةً للخَلاص، بتَقدِيسٍ مِنَ الرُّوحِ وإِيْمَانٍ بِالحَقّ.
ودَعَاكُم بإِنْجِيلِنَا لِتُحْرِزُوا مَجدَ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح.
إِذًا، أَيُّها الإِخْوَة، أُثْبُتُوا وتَمَسَّكُوا بِالتَّقالِيدِ الَّتي تَعَلَّمْتُمُوهَا مِنَّا بالكَلِمَةِ أَو بِالمُرَاسَلَة.
ورَبُّنَا يَسُوعُ المَسِيحُ نَفسُهُ، واللهُ أَبُونَا الَّذي أَحَبَّنَا، ووَهَبَنَا بِنِعْمَتِهِ عَزاءً أَبَدِيًّا، ورجَاءً صَالِحًا،
هُوَ يُعَزِّي قُلُوبَكُم ويُثَبِّتُهَا في كُلِّ عَمَلٍ وكَلِمَةٍ صَالِحَة.
وبَعدُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، صَلُّوا مِن أَجْلِنَا، لِكَي تَنْتَشِرَ كَلِمَةُ الرَّبّ، وتَتَمَجَّد، كمَا هيَ عِنْدَكُم،
وَلِكَي نَنْجُوَ منَ النَّاسِ الضَّالِّينَ الأَشْرَار، فَمَا جَمِيعُ النَّاسِ يُؤْمِنُون.
لكِنَّ الرَّبَّ أَمِين، وهُوَ يُثَبِّتُكُم ويَحْفَظُكُم مِنَ الشِّرِّير.
إِنَّنَا واثِقُونَ بِكُم في الرَّبّ، أَنَّكُم تَفْعَلُونَ مَا نُوصِيكُم بِهِ، وَسَتَفْعَلُون.
وَلْيَهْدِ الرَّبُّ قُلُوبَكُم إِلى مَحَبَّةِ اللهِ وثَبَاتِ المَسِيح.
إنجيل القدّيس لوقا 12: 22 – 32
قالَ الربُّ يَسوع: «لا تَهْتَمُّوا لِنَفْسِكُم بِمَا تَأْكُلُون، وَلا لِجَسَدِكُم بِمَا تَلْبَسُون.
فٱلنَّفْسُ أَهَمُّ مِنَ الطَّعَام، وَالجَسَدُ أَهَمُّ مِنَ اللِّبَاس.
تَأَمَّلُوا الغِرْبَان، فَهيَ لا تَزْرَعُ وَلا تَحْصُد، وَلَيْسَ لَهَا مَخَازِنُ وَأَهْرَاء، وٱللهُ يَقُوتُها. فَكَمْ أَنْتُم بِالحَرِيِّ أَفْضَلُ مِنَ الطُّيُور؟
وَمَنْ مِنْكُم، إِذَا ٱهْتَمَّ، يَسْتَطِيعُ أَنْ يُطِيلَ عُمْرَهُ مِقْدارَ ذِرَاع؟
فَإِنْ كُنْتُمْ لا تَسْتَطِيعُونَ القَلِيل، فَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِالبَاقِي؟
تَأَمَّلُوا الزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو، وَهيَ لا تَغْزِلُ وَلا تَنْسُج، وَأَقُولُ لَكُم: إِنَّ سُلَيْمَانَ نَفْسَهُ، في كُلِّ مَجْدِهِ، لَمْ يَلْبَسْ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا.
فَإِنْ كَانَ العُشْبُ الَّذي يُوجَدُ اليَومَ في الحَقْل، وَغَدًا يُطْرَحُ في التَّنُّور، يُلْبِسُهُ اللهُ هكذَا، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَنْتُم، يَا قَلِيلِي الإِيْمَان؟
فَأَنْتُم إِذًا، لا تَطْلُبُوا مَا تَأْكُلُون، وَمَا تَشْرَبُون، وَلا تَقْلَقُوا،
فَهذَا كُلُّهُ يَسْعَى إِلَيْهِ الوَثَنِيُّونَ في هذَا العَالَم، وَأَبُوكُم يَعْلَمُ أَنَّكُم تَحْتَاجُونَ إِلَيْه.
بَلِ ٱطْلُبُوا مَلَكُوتَ الله، وَهذَا كُلُّهُ يُزَادُ لَكُم.
لا تَخَفْ، أَيُّها القَطِيعُ الصَّغِير، فَقَدْ حَسُنَ لَدَى أَبِيكُم أَنْ يُعْطِيَكُمُ المَلَكُوت.
التأمّل
”أُطلُبوا مَلَكوتَ اللهِ وَهذا كُلَّهُ يُزادُ لَكُم“
الحَاجَةُ وَالنَّقص يَدفَعانِنا لِنَطلُبَ وَنَسأَلَ بِهَدَفِ البَقاءِ على قَيدِ الحَياة، وَفي أَوقاتٍ كَثيرَةٍ لا نَجرُؤُ حَتَّى على الطَّلبِ، بِسَبَبِ كِبرِيائِنا، وَحِفاظًا مِنَّا على كَرامَتِنا، وَخَجَلًا مِن حُكمِ النَّاسِ عَلَينا. في الصَّلاةِ الرَّبِّيَّة دَعانا الرَّبَّ يَسوع لِنَتَجاسَرَ وَنَطلُبَ مِنَ اللهِ أَبينا، الخُبزَ لِقوتِنا اليَوميّ، وَالغُفران لِتَرميمِ وَبِناءِ عَلاقاتِنا، وَأَيضًّا أَلَّا يَدَعنا نَدخُلُ في التَّجارِبِ بِسَبَبِ ضِعفٍ فينا، وَنَقصٍ لَدَينا بِالمـَعرِفَةِ وَالفَهمِ وَالخِبرَة، وَأَن يُجَنِّبَنا وَيُنَجِّيَنا مِن مَكايِدِ وَحِيَلِ عَدُوّ الطَّبيعَةِ البَشَرِيَّة. أَيضًا عَلَّمنا أَن نَسأَلَ وَأَن نَرغَبَ بِتَقديسِ اسمِ الله، وَمَعرِفَةِ مَشيئَتِهِ وَعَيشَها، والتِماسِ مَلَكوتِهِ في وَسَطِنا. انطِلاقًا مِن هُنا، يُحَفِّزُنا يَسوع في الصَّلاةِ الرَّبِّيَّةِ على بُعدِ الأَخذِ وَالعَطاءِ في عَلاقَتِنا بِاللهِ الآب، مِن دونِ خَجَلٍ انطِلاقًا مِن هُوِيَّتِنا كَأَبناءٍ لَهُ بِالتَّبَنيّ. وَعلى وَقعِ مَثَلِ الغَنِيِّ الجاهِل، يَدعونا لِئَلَّا نَبحَثَ عَن بِناءِ مَلَكوتٍ أَرضيٍّ، تَحتَ رَمزِيَّةِ الأَهراء، بَل عَلَينا أَن نَطلُبَ مَلَكوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، فَبِهِ تُحفَظُ نُفوسَنا مِنَ الفَسادِ وَالمـَوتِ الثَّاني بِقُوَّةِ مَحَبَّتِهِ لنا.
يَا بُنَيَّ، يَطلُبُ الطِّفلُ اللَّهوَ وَاللَّعِبَ وَالتَّسلِيَة، وَيَسأَلُ المـُراهِقُ الحُرِّيَّةَ، وَالشَّابَّ تَحقيقَ الأَحلامِ وَالأَهداف، وَالبالِغُ المـَسؤولِيَّةَ وَالإِعتِدال، وَالشَّيخَ وَالعَجوزَ الرَّاحَةَ مَعَ القَناعَةِ وَالحِكمَة، وَهَكذا تُلاحِظُ أَنَّ لِكُلِّ مَرحَلَةٍ مِن حَياةِ الإِنسانِ طَلَبٌ خاصّ، فيما أَنا أَدعوكَ لِتَطلُبَ مَلَكوتَ اللهِ في كُلِّ آنٍ وَمَكان. يَتَحَقَّقُ ذَلِكَ متى رَغِبتَ أَن تَكونَ بِكُلِّيَّتِكَ لي، عِندَئِذٍ أَملِكُ على عَقلِكَ بِكَلِماتي الَّتي هيَ روحٌ وَحَياة، وَعلى عاطِفَتِكَ بِحُبّي وَحَناني اللَّذَينِ عَبَّرتُ عَنهُما لَكَ بِأَعمالِ رَحمَتي، لِتُدرِكَ أَنَّ مَلكوتي لا يَعني مَكانًا جَميلًا، وَحالَةً تَعبُرُ، بَل أَن تَكونَ أَنتَ بِجَمالِكَ الحَقيقيّ، وَعَلى أَساسِهِ تُجَمِّلُ عالَمَكَ انطِلاقًا مِن نِعمَتي الَّتي غَرَستُها فيكَ بِقُوَّةِ روحي القُدُّوس. أُطلُب مَلَكوتَ اللهِ أَوَّلًا، فَهوَ أَبعَدُ بِمِقدارٍ مِن حدودِ الزَّمان وَلا يَنتَهي بِحُروبٍ، وَلا مَعَ عَصرٍ وَحَقَبَةٍ وَمُلكٍ زَمَنيّ، فَهوَ باقٍ باقٍ لِأَنَّهُ يَتَّصِلُ بِحضوري وَسِيادَتي على الكَون الَّتي كَشَفتُها لَكَ في قِيامَتي المـَجيدَةِ مِن بَينِ الأَموات. مَتى أَصبَحَت رَغبَةُ قَلبِكَ مُلِّحَّةً إِلى حَدِّ صُراخِ الوَجَعِ المـُؤلِم، كُن واثِقاً أَنَّ الجوعَ الَّذي فيكَ، سَيَدفَعُكَ لِتَعيشَ مَلَكوتي وَأَنتَ تَدُلَّ عَلَيهِ في عَيشِكَ لِمَحَبّتي.
يُقَدِّمُ لَنا الإِنجيليّ لوقا الدَّعوَةَ لِطَلَبِ المـَلكوت، بَعدَ مَثَلِ الغَنيِّ وَالجاهِل، مُدمِغًا إِيَّاهُ بِتَعليمِ يَسوع حَولَ العِنايَة الإِلَهِيَّةِ الظَّاهِرَةِ في الطَّبيعَةِ وَالخَلق، وَالرِّسالَةُ هُنا تَهدِفُ لِئَلَّا نَطلُبَ غِنًى مادّيًّا زائِلاً وَغِنانا يَكمُنُ فينا، كَما عِنايَةُ اللهِ حاضِرَةٌ في صيرورَةِ الخَليقَة. تُساهِمُ القَناعَةُ بِعَمَلِ اللهِ فينا أَن نَقبَلَ غِنانا الرُّوحيّ، عَن طَريقِ تَأَمُّلِنا بِعِنايَةِ اللهِ في الخَليقَة. إِذا كانَ يُعطي اهتِمامًا مُحِبّاً لِهذا الحَدّ في الخَليقَة، فَهوَ يَعتَني بِالإِنسان، وَعلى الأَخير أَن يَقبَلَ هذِهِ العِنايَة بِالإِيمانِ الّذي يُوَلِّدُ القِناعَة، حَيثُ نَتَمَكَّن مِن عَيشِ اللَّحظَة وَنَحنُ في غَمرَةِ مَحَبَّةِ اللهِ العَظيمَةِ الَّتي تُحيطُ بِنا، وهذا الأَمرُ يَزيدُ فينا الرَّغبَةَ بِأَن يَعُمَّ العالَمَ بِأَسرِهِ الخَيرَ وَالسَّلامَ والفَرَحَ وَالبِرَّ بِالرُّوحِ القُدُسِ. أُطلُب مَلَكوتَ اللهِ أَوَّلًا وَآخيرًا.
رَبّي يَسوع، تُريدُ أَن أَعرِفَ فَيضَ النِّعَمِ الَّذي أَغدَقتَهُ عَلَيَّ، عَن طَريقِ طَلَبي المـُلِحَّ لِحُلولِ مَلَكوتِكَ فِيَّ، فَيُصبِحَ دافِعًا كَيُنبوعِ ماءٍ حَيّ، يَجري في عَقلي وَقَلبي حَتَّى أَعيشَ مَحَبَّتَكَ وَأَعمَلَ الخَيرَ تَتميمًا لِمَشيئَتِكَ القُدُّوسَة وَالصَّالِحَة. مَن يُحِبُّكُ حَقّاً لَيسَ يَستَطيعُ إِلَّا أَن يَطلُبَ مَلَكوتَكَ، فيهِ يَحِلُّ مَجدَكَ وَسَلامَكَ على الأَرضِ كُلِّها، آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة خميس أسبوع تذكار المـوتى المـُؤمنين ”أُطلُبوا مَلَكوتَ اللهِ وَهذا كُلَّهُ يُزادُ لَكُم“ لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!