تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

ثلاثاء الأسبوع الرابع بعد الدّنح

موقع Allah Mahabba  ثلاثاء الأسبوع الرابع بعد الدّنح

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 7: 14 – 25

فنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الشَّرِيعَةَ رُوحِيَّة، أَمَّا أَنَا فإِنْسَانٌ جَسَدِيٌ مُبَاعٌ لِلخَطِيئَة.

فَإِنِّي لا أَفْهَمُ مَا أَعْمَلُهُ، لأَنَّ مَا أُرِيدُهُ لا أَفْعَلُهُ، ومَا أَكْرَهُهُ إِيَّاهُ أَفْعَل.

فإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لا أُرِيدُهُ، فأَنَا شَاهِدٌ لِلشَّرِيعَةِ بأَنَّهَا حَسَنَة.

فلَسْتُ أَنَا الآنَ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ، بَلِ الخَطيئَةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ.

فإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ الصَّلاحَ لا يَسْكُنُ فِيَّ أَنَا الإِنْسَانَ الجَسَدِيّ، لأَنَّ إِرَادَةَ الخَيرِ حَاضِرَةٌ فِيَّ، أَمَّا عَمَلُ الخَيرِ فَلا؛

لأَنَّ الخَيرَ الَّذي أُرِيدُهُ لا أَفْعَلُهُ، والشَرَّ الَّذي لا أُريدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَل.

وَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لا أُريدُهُ، فَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ مَنْ يَفْعَلُ هذَا، بَلِ الخَطيئَةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ.

إِذًا فأَنَا الَّذي أُريدُ فِعْلَ الخَير، أَجِدُ فِيَّ هذِهِ الشَّرِيعَة، وهيَ أَنَّ الشَرَّ حَاضِرٌ فِيَّ.

وَإِنِّي أَفْرَحُ بِشَرِيعَةِ اللهِ في عُمْقِ كِيَاني.

لكِنِّي أَرَى في أَعْضَائي شَرِيعَةً أُخْرَى تُحَارِبُ شَرِيعَةَ عَقْلي، وتَأْسُرُني في شَرِيعَةِ الخَطِيئَةِ الكَامِنَةِ في أَعْضَائِي.

أَلوَيْلُ لي أَنَا الإِنْسَانَ التَّعِيس! مَنْ يُنْقِذُني مِنْ جَسَدِ المَوْتِ هذَا؟

فَٱلشُّكْرُ للهِ بِيَسُوعَ المَسِيحِ رَبِّنَا! فأَنَا إِذًا بِالعَقْلِ عَبْدٌ لِشَرِيعَةِ الله، وَبِكَوْني إِنْسَانًا جَسَدِيًّا عَبْدٌ لِشَرِيعَةِ الخَطِيئَة!

إنجيل القدّيس يوحنّا 4: 39 – 42

آمَنَ بِيَسُوعَ سَامِرِيُّونَ كَثِيرُونَ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ المَدِينَة (سُوخار)، مِنْ أَجْلِ كَلامِ المَرْأَةِ (السامرية) الَّتِي كَانَتْ تَشْهَد: «إِنَّهُ قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ».

فَلَمَّا جَاءَ السَّامِرِيُّونَ إِلَيْه، سَأَلُوهُ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَهُم، فَأَقَامَ يَومَين.

وآمَنَ عَدَدٌ أَكْثَرُ مِنْ أَجْلِ كَلِمَتِهِ.

وكَانُوا يَقُولُونَ لِلْمَرْأَة: «مَا عُدْنَا مِنْ أَجْلِ كَلامِكِ نُؤْمِن، فَنَحْنُ قَدْ سَمِعْنَاه، ونَعْلَمُ أَنَّ هذَا هُوَ حَقًّا مُخَلِّصُ العَالَم».

لتأمّل

”هذا هو حقًّا مُخَلِّصُ العالَم“

غالِبًا ما نَتَأَثَّرُ بِالمـَواقِفِ العامَّة، وَبِأَكثَرِ الأَحيان نَنتَظِرُ مَجموعَةَ شَهاداتٍ وَأَدِلَّةٍ وَبَراهينَ لِنُصَدِّقَ أَمرًا، وَمتى أَصبَحَ الأَمرُ شائِعًا وَمَعروفًا عِندَ الجَميع، نَجِدُ أَنفُسَنا مُرتاحينَ في المـُجاهَرَةِ بِهِ على العَلَن. هذا ما نَجِدَهُ واضِحًا، مَعَ لِقاءِ السَّامِرِيّينَ بِالرَّبّ يَسوع، فَهُم باعتِرافِهِم الجَماعيّ أَنَّ يَسوعَ هوَ حَقًّا مُخَلِّصُ العالَم، ساهَموا بِتَعزيزِ إِيمانِ المـَرأَةِ السَّامِرِيَّةِ، وَكُلَّ عُضوٍ ضَعيفٍ فيما بَينَهُم، وَساعَدوا في تَثبيتِ إِيمانِ الرُّسُلِ أَيضًا. مِنَ المـُهِمّ جِدًّا أَن نَفهَمَ تَأثيرَ الجَوّ العامّ عَلَينا، وَمَدى أَثَر حُضورِنا فيهِ إِن كانَ سَلبًا أَم إِيجابًا. تُخَصِّصُ الكَنيسَةُ في احتِفالاتِها اللِّيتورجيَّة بِخاصَّةٍ في القُدَّاسِ، مَكانَةً خاصَّة لِإِعلانِ قانون الإِيمان، الَّذي يُجاهِرُ بِهِ جَميعُ المـُؤمِنين، وَهوَ القاسِمُ المـُشتَرَك الَّذي يُشَكِّلُ مَدخَلًا لِفَهمِ الإِيمان الَّذي نَعيشُهُ، وَفي إِعلانِهِ يَتَقاسَمُ المـُشتَرِكونَ وَحدَةَ إِيمانِهِم، وَمَعَ فَرادَةِ كُلٍّ مِنهُم، تَكونُ الدَّعوَةُ مَعروضَةً بِاستِمرارٍ، لِعَيشِهِ كَخِبرَةٍ شَخصِيَّةٍ مَعَ الرَّبّ، فَتُثمِرُ ثَباتًا للشَّخصِ بِالمـَسيح وَشَهادَةً عِندَ الآخَرين.

يا بُنَيَّ، جَميلٌ أَن تَستَفيدَ مِن كُلِّ لِقاءٍ لِتَجعَلَ مِنهُ مَحَطَّةً لَكَ وَلِلآخَرين، فَهذا الإِرثُ الَّذي يَبقى لَكَ مَحفوظًا في ذاكِرَتِكَ لِأَيَّامٍ وَسِنينٍ طِوال، وَمَدعاةَ فَرَحٍ وَسُرورٍ عِندَ اللِّقاءِ الجَديد. أُنظُر لَقَد تَعَلَّقَ السَّامِرِيُّونِ بي، لِأَنَّهم رَأوا فِيَّ وَجهَ اللهِ الحَقيقيّ، الَّذي لَطالَما رَغِبوا أَن يَعرِفوهُ وَيَعبُدوهُ بِالرُّوحِ وَالحَقّ. عِندَما تَأَهَّبتُ للرَّحيلِ عَنهُم، رَفَضوا أَن أَترُكَهُم، وَطَلَبوا مِنِّي بِشدَّةٍ المـُكوثَ عِندَهُم، أَو أَن أَعودَ وَأَزورَهُم مِن جَديد. جَميلَةٌ هَذِهِ الذِّكرى، لِذَلِكَ أَحُثُّكَ على أَن تَعيشَ اللَّحَظَةَ بِمِلئِها مَعَ كُلِّ مَن تَلتَقيهِم، وَبِالأَكثَر كُن لَهُم على مِثالي سَبَبَ فَرَحٍ وَتَعزِيَةٍ، فَيقولون فيكَ: يَحلو اللِّقاءُ مَعَهُ، إِذ نَجِد أَنفُسَنا بِسَلامٍ وَهَناء، وَكَأَنَّنا في حَضرَةِ الله. تَنَبَّه لِقُوَّةِ الإِنطِباعِ الأَوَّل، وَمَدى أَثَرِهِ في حَياةِ النَّاس، إِذ يُشَكِّلُ المـَدخَلَ لِكُلِّ عَلاقَةٍ، فَمَعَهُ إِمَّا تَستَمِرُّ وَتَبقى، أَو تَزولُ وَتُنسى. كُلُّ النَّاسِ تَنَتِظُرَ أَحَدًا يَفهَمُها، يَسمَعُها، وَيُشبِهُها، فَكما فَعَلتُ مَعَ المَرأَةِ السَّامِرِيَّةِ عَكَستُ لَها واقِعَ حالِها بِشَخصي، فَلَم تَشعُر بِالغُربَةِ، هَكذا لِتَكُن لِقاءاتُكَ ودِّيَّةً وَمَصحوبَةً بِاللُّطفِ وَالرِّقَةِ مَعَ كَثيرٍ مِنَ الحِكمَةِ وَالمَحَبَّةِ، بِالإِضافَةِ إِلى الفَقرِ الرُّوحيّ.

مَن يَتَصَفَّحُ إِنجيلَ القدّيس يوحَنَّا، يُلاحِظ المَكانَة المـُخَصَّصَة للنِّقاشِ وَالجِدالِ مَعَ اليَهود، فَهُم لِلمَسيحِ أَهلُ بَيتِهِ، وَيُلاحِظُ أَيضًا مَكانَةً وَلو قَليلَةً للسَّامِريّينَ وَلِلوَثَنِيّين، وَلَكِنَّها تَعني وَتَتَضَّمَنُ الكَثير، لِأَنَّ فيهِ تُعلَنُ هُوِيَّتَهُ كَمُخَلِّصٍ لِلعالَم، وَلَيسَ لِأَهلِ البَيتِ آلِ إِسرائيل. مِن هُنا لَم يَكُن مُرورُ الرَّبَّ يَسوعَ في السَّامِرِيَّةَ حَدَثًا عابِرًا وَصُدفَةً، إِنَّما هوَ مِن ضُمنِ رِسالَتِهِ، ومُنبَثِقٌ مِن تَدبيرِ اللهِ الخَلاصيّ. كَما نَظَرَ يَسوعُ إِلى الأَعمى الجالِسِ عِندَ قارِعَةِ الطَّريق، هوَ يَنظُرُ إِلى كُلّ الشُّعوبِ وَالقَبائِلِ وَالأَلسِنَةِ وَالأَعراقِ وَلا يَستَثني أَحَدًا على الإِطلاق، فَهوَ لَها جَميعًا قَد أَتى. السَّامِرِيُّونَ أَعلَنوا أَنَّهُ مُخَلِّصُ العالَم، وَالعَلامَةُ أَعطاها بِمَحَبَّتِهِ وَرَحمَتِهِ، فَليَكُن إِعلانُ إِيمانِكَ بِهِ تَمَسُّكَكَ بِإِنجيلِه.

رَبّي يَسوع، أَنتَ لي كُلُّ شَيءٍ، فَأَنتَ مُخَلِّصي وَمَلاذَ قَلبي وَروحي وَكُلَّ حَياتي. كَم أَتوقُ إِلَيكَ يا سَيِّدي، لِأَعرِفَكَ أَكثَر، وَأُحِبَّكَ أَكثَرَ، فَأَعبُدَكَ بِالرُّوحِ وَالحَقّ، وَمَتى سُئِلتُ عَن إِيماني جاهَرَت أَعمالي بِكَ، قَبلَ أَيِّ شَيءٍ آخَر. يا طَبيبَ قَلبي وَنَفسي مَعَ السَّامِرِيَّينَ أرغَبُ بِمُكوثِكَ مَعي دائِمًا، وَأَخشى أَن أَنساكَ إِن فارَقتَني لِحينٍ، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة ثلاثاء الأسبوع الرابع بعد الدّنح ”هذا هو حقًّا مُخَلِّصُ العالَم“ لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!