موقع Allah Mahabba – في مشاركة كلّ معمّدٍ في نموّ جسد المسيح
قال الربّ يسوع: “أنا هو الكرمة الحقيقيّة وأبّي هو الكرّام. كلّ غصنٍ فيّ لا يحمل ثمرًا يقطعه.” (يو 15، 1 – 2) قد لا تقُلُّ قساوة هذا القول عمّا جاء في أحد قرارات المجمع الفاتيكانيّ الثاني حول رسالة العلمانيّين، فنصَّ ما يلي: “إنّ العضو الّذي لا يعمل، وفقًا لإمكانيّاته، على نموّ الجسد، يجدر اعتباره بدون فائدةٍ، لا للكنيسة ولا لنفسه.” (العدد 2) فما الّذي يحتّم إذًا على كلّ عضوٍ في الكنيسة أن يكون عاملًا فيها؟
عضوٌ ينمو في جسد المسيح
كلٌّ منّا، في تاريخٍ من حياته، إستقبل، وإن بدون وعيه الراشد، هذه العطيّة الكبيرة الّتي اسمها المعموديّة. وكما أنّه بفعل ولادتنا في هذا العالم، انتمينا كلٌّ منّا إلى عائلةٍ بشريّة، كذلك أيضًا، لحظة ولادتنا للحياة الجديدة، انتمينا جميعنا إلى عائلةٍ أكبر، هي الكنيسة، روابطها لا اللحم والدم بل الإيمان الواحد بالمسيح. فالكنيسة هي مَن سهرت على نموّنا بالمسيح، إذ فيها تلقّينا بشارة الخلاص، ومن يديها تشرّبنا النِعَم الأسراريّة. تحت أكنافها تعلَّمنا قِيَم الملكوت، وبعد هذا، يدوّي السؤال: ما تسلّمناه، أفلا نتشاركه مع أحد؟
عضوٌ يشارك في نموّ الجسد كلّه
إن كانت أعضاء جسدنا تتوقّف عن النموّ في وقتٍ محدَّدٍ (مبكرٍ) من عمرنا، فليست هي الحال في ما خصّ أعضاء جسد المسيح. إذ إنّ هذه الأعضاء لا تعرف حدًّا لنموّها، لأنّ المسيح نفسه سرٌّ لا يُحوى ولا يُستقصى. وإن كانت أعضاء جسدنا تنمو حصرًا عندما تتلقّى الغذاء، فأعضاء المسيح لا تنمو بالشكل السليم إلّا عندما تُغذِّي بعضها البعض. فالمسيح الّذي أُعطِيناه، لا بدّ من أن نُعطِيَه للآخرين، فننمو نحن، والإنجيل الّذي تسلّمناه، لا بدّ من أن يبلغ إلى مسامع آخرين، فنُبَشَّر نحن، وإلّا ماتت العطيّة فينا وبين أيدينا وحرمناها من أُوكِل إلينا.
كلّ معمّدٍ انتمى إلى جسد المسيح، مدعوٌّ حتمًا إلى المشاركة في نموّ هذا الجسد، إذ ما من أحدٍ يستقبل يسوع إلّا لكي يعطيه للآخرين… هذه الحقيقة نستشفّها من يسوع نفسه الّذي، عندما دعا تلاميذه، أقامهم لغايتَين متلاصقتَين: “أن يكونوا معه ويرسلهم كارزين.” (مر 3، 14)
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/allahmahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام!