تابعونا على صفحاتنا

الإنجيل اليومي

سبت الأسبوع الثالث بعد الدّنح

موقع Allah Mahabba  سبت الأسبوع الثالث بعد الدّنح

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 7: 11 – 16

فَٱنْظُرُوا حُزْنَكُم هذَا ٱلمُرْضِيَ للهِ كَم أَنْشَأَ فِيكُم مِنَ ٱلٱجْتِهَاد، بَلْ مِنَ ٱلٱعْتِذَار، بَلْ مِنَ ٱلٱسْتِنْكَار، بَلْ مِنَ ٱلخَوْف، بَلْ مِنَ ٱلشَّوْق، بَلْ مِنَ ٱلغَيْرَة، بَلْ مِنَ ٱلإِصْرَارِ عَلى العِقَاب! وقَدْ أَظْهَرْتُم أَنْفُسَكُم في كُلِّ ذَلِكَ أَنَّكُم أَبْرِيَاءُ مِنَ هذَا الأَمْر.

فَإِنْ كُنْتُ قَدْ كَتَبْتُ إِلَيْكُم، فَلَيْسَ ذلِكَ بِسَبَبِ مَنْ أَسَاء، ولا بِسَبَبِ مَنْ أُسِيءَ إِلَيْه، بَلْ لِيَظْهَرَ لَكُم أَمَامَ ٱللهِ مَدَى ٱجْتِهَادِكُم مِنْ أَجْلِنَا.

لِذلِكَ تَعَزَّيْنَا، وفَوْقَ تَعْزِيَتِنَا هذِهِ، فَرِحْنَا بِالأَكْثَرِ لِفَرَحِ طِيطُس، لأَنَّ رُوحَهُ ٱسْتَرَاحَتْ بِكُم جَمِيعًا.

وإِنْ كُنْتُ قَدِ ٱفْتَخَرْتُ بِكُم في شَيء، أَمَامَ طِيطُس، فَلَمْ أُخَيَّبْ! بَلْ كَمَا كَلَّمْنَاكُم بِصِدْقٍ في كُلِّ شَيء، كَذلِكَ كُنَّا صَادِقِينَ بِٱفْتِخَارِنَا بِكُم أَمَامَ طِيطُس.

فَقَلْبُهُ يَزْدَادُ حَنِينًا إِلَيْكُم، وهوَ يَتَذَكَّرُ طَاعَتَكُم جَمِيعًا، كَيْفَ قَبِلْتُمُوهُ بِخَوفٍ وَرِعْدَة.

وأَنَا أَفْرَحُ لأَنِّي أَثِقُ بِكُم في كُلِّ شَيء.

إنجيل القدّيس يوحنّا 19: 38 – 42

وبَعْدَ ذلِك، سَأَلَ يُوسُفُ الرَّامي بِيلاطُسَ أَنْ يُنْزِلَ جَسَدَ يَسُوع. وكَانَ يُوسُفُ هذَا تِلمِيذًا لِيَسُوع، ولكِنْ في الخَفَاء، خَوْفًا مِنَ اليَهُود. وسَمَحَ لَهُ بِيلاطُس، فَذَهَبَ وأَنْزَلَ جَسَدَ يَسُوع.

وجَاءَ نِيقُودِيْمُوسُ أَيْضًا، وهُوَ الَّذي أَتى إِلى يَسُوعَ لَيْلاً مِنْ قَبْلُ، ومَعَهُ مَا يُنَاهِزُ ثَلاثِينَ لِيترًا مِنْ طُيُوبِ المُرِّ والعُود.

فَأَخَذَا جَسَدَ يَسُوع، وسَكَبَا عَلَيْهِ الطُّيُوب، ورَبَطُوهُ بِرِبَاطَاتٍ مِنْ كَتَّان، جَرْيًا عَلى عَادَةِ اليَهُودِ في دَفْنِ مَوْتَاهُم.

وكَانَ في المَكَانِ الَّذي صُلِبَ فِيهِ بُسْتَان، وفي البُسْتَانِ قَبْرٌ جَدِيدٌ لَمْ يُدْفَنْ فِيهِ أَحَد.

وإِذْ كَانَتْ تَهْيِئَةُ اليَهُود، وكَانَ القَبْرُ قَريبًا، وَضَعَا هُنَاكَ يَسُوع.

لتأمّل

”أَخَذا جَسَدَ يَسوع وَسَكَبا عَلَيهِ الطُّيوب“

مَن يُثَمِّنُ الأَشياءَ وَالأَشخاصَ، وَعَلى أَيِّ مِقياسٍ وَمِعيارٍ يُعرَضوا؟ صَحيحٌ أَنَّ لِكُلِّ شَيءٍ مِقياسًا خاصًّا، أَمَّا تَقييمُ النَّاسِ، في غالِبِ الأَحيان يُقَيَّمُ عَلى القُدُراتِ وَالمـَواهِبِ وَالإِمكانِيَّاتِ الجَسَدِيَّةِ وَالرُّوحِيَّة وَالمـَعنَوِيَّةِ وَالمادّيَّة، وَعلى الطِّباع، وَهُنا نَدخُلُ بابَ المـُقارَنَة بَينَ هذا وَذاكَ، أَنا وَأَنتَ، أَمَّا عِندَما نُحِبُّ شَخصًا ما، وَإِن جُذِبنا بادِئَ الأَمرِ إِلى ميزَةٍ خاصَّةٍ فيه، وَإِن لَم تَكُن ذاتَ مُستَوى، فِعندَما يَنمو الحُبُّ فينا تُجاهَهُ، نَجِدُ أَنَّنا بِالحُبِّ تُكسَرُ كُلُّ المـَقاييس. أَيضًا تُثَمَّنُ الأَشياءُ وَلِلأَسفِ بخاصّةٍ النَّاس على أَساسِ جوابِها على الحاجَة، فَمَن يُقَدِّمُ لَنا الخَدَماتَ نُقدِّرُهُ وَنَحتَرِمُهُ، أَمَّا مَن لَيسَ لَدَيهِ الإِمكانِيَّةَ قَد نَرفُضَهُ وَنَعزِلَهُ عَن حَياتِنا. مَعَ يوسُفُ الرَّامي وَنيقوديمُس المـُعَلِّم وَعَضو مَجلِسِ السِّنهَدريم عِندَ اليَهود، نَكتَشِفُ إِحتِرامَهُما وَتَقدِيرَهُما لِلرَّبِّ يَسوع، وَهوَ مَوضوعٌ في القَبر، حَيثُ لا يَستَطيعُ أَن يُجيبَ على حاجاتِهِم، إِنَّما وَهوَ في هَذِهِ الحالَة، ظَهَّرَ ما فيهِم مِن قِيَمٍ وَعُرفانٍ للجَميلٍ وَحُبٍّ لِلحَقّ.

يَا بُنَيَّ، الطُّوبى لَكَ عِندَما تُحِبُّ مُؤمِنًا بمِحَبَّتي لَكَ، مِن دونِ أَن تَنتَظِرَ مِنَ النَّاسِ مَحَبَّةً. الطُّوبى لَكَ عِندَما تُقَدِّرُ كُلَّ إِنسانٍ تَلتَقيِهِ بِالإِحتِرامِ وَالبَشاشَةِ وَروحَ الإِنفِتاح. فَمَن يَعلَم رُبَّمَا يَكونُ اللِّقاءَ الأَخير. الطُّوبى لَكَ إِن عَكَستَ وَجهَ اللهِ الَّذي فيكَ، بِكَلِمَةٍ وفِعلٍ وَمَوقِفٍ يَسمَحونَ لِمَن تَلتَقيهِم أَن يَعرِفوا مَجدَ اللهِ الَّذي يُحييكَ. الطُّوبى لَكَ إِن سَاهَمتَ في مُساعَدَةِ النَّاسِ على اكتِشافِ قيمَتِهِم الحَقيقيَّة في نَظَرِ الله. كُن مِمَّن لا يَنسَونَ جَميلَ الآخَرين، وَمِمَّن لا يَأتونَ على ذِكرِ النَّاسِ بِالسُّوءِ، بَل يُظَهِّرونَ كُلّ ما هوَ حَسَنٌ. تَعَلَّم مِن يوسُفَ الرَّامي وَنيقوديمُس كيفَ يَكونُ شُكرُكَ عِندَ غِيابِ الشَّخصِ أَكثَرَ مِمَّا هوَ عِندَ حُضورِه، وَليَكُن شُكرُكَ موسومًا بِعَمَلِ الخَير. أُنظُر بِأَيَّ شَكلٍ مِنَ الإِهتِمامِ وَالإِحتِرامِ وَالتَّقديرِ أَخَذوا بَينَ يَدَيهِم جَسَدي، على غِرارِ ذَلِكَ السَّامِريّ الَّذي ذَكَرتُهُ كَصانِعٍ للرَّحمَة. لَم يَخشَوا مِن دَمي المـَنضوحِ بِهِ جَسَدي، مَحافَةَ أَن يَتَنَجَّسوا وَفقَ فِكرِ اليَهودِ، إِنَّما عَرَفوا أَنَّهُم بِلِمسِهِم لِجَسَدي يَطهُرونَ أَكثَر وَيَتَقَدَّسون، فَكان عَمَلَهُم أَكثَرَ مِن فِعلِ احتِرامٍ إِنسانيّ، إِنَّما هوَ فِعلُ إِيمانٍ حَيٍّ وَتَقديس.

غَريبَةٌ وَمُدهِشَةٌ طُرُق الرَّبِّ، لَم يَنضَمَّا يوسُفَ الرَّامي وَنيقوديمُس إِلى جَماعَةِ الرُّسُلِ وَما كانا عَلَنًا مِن مَجموعَةِ التَّلاميذِ الإِثنَينِ وَالسَّبعين، وَلَكِن عِندَما فارَقَ يَسوعُ الحَياةَ، في تِلكَ اللَّحظَةِ عَلى خِلافِ كَثيرينَ، أَعربا عَن مَحَبَّتِهِما لَهُ، وَعَن وَجهٍ مِنَ الإِنتِماءِ إِلَيهِ وَالإِيمانَ بِرِسالَتِهِ. نيقوديمُس الَّذي دافَعَ عَنهُ يَومًا أَمامَ اليهود، وَكانَ يَهابُ المـُواجَهَةَ فَلَجَأَ إِلى الرَّبِّ لَيلًا، نَراهُ هُنا يُثبِت لِمَن ضَيَّقوا عَلَيهِ أَنَّهُ آمَنَ بِيَسوعَ النَّاصِريّ أَنَّهُ المـَسيح. ويوسُفَ الرَّامي الرَّجُلُ الخَفِيُّ الظِّلّ، وَالَّذي كانَ قَد أَعَدَّ مَدفَنًا لَهُ في الصَّخرِ كَالأَغنِياءِ تَجِدُهُ يُقَدِّرُ يَسوع في مَماتِهِ على أَنَّهُ الغَنيُّ الحَقّ الَّذي أَعطى العالَمَ وَالإِنسانَ الخَلاصَ الأَكيد. خُذ لَكَ مِن مَثَلِهِما عِبرَةَ حَياةٍ وَمَقصَدَ عَيش بِعُرفانِ الجَميل.

رَبّي يَسوع، بِكَ يَليقُ كُلَّ مَجدٍ وَإِكرامٍ وَتَسبيح، لا فَقَط على أُلوهِيَّتِكَ، بَل على إِنسانِيَّتِكَ، لِأَنَّكَ بِها اجتَذَبتَني إِلَيكَ لِأَعرِفَكَ وَأَعرِفَ ذاتي مَعَكَ. يا أَيُّها المـَحَبَّةُ اللَّامُتَناهِيَة، أَنتَ الصَّديقُ الوَفيُّ وَالمـُخلِص، الَّذي أَخلَصَ لَكَ يوسُفَ الرَّامي وَنيقوديمُس، عند مماتِكَ، وَأَرادوا تَكريمَكَ، يا مَن تُكَرِّمُ الإِنسانَ بِحَياةٍ أَبَدِيَّةٍ، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة سبت الأسبوع الثالث بعد الدّنح”أَخَذا جَسَدَ يَسوع وَسَكَبا عَلَيهِ الطُّيوب“ لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!